جدول المحتويات
استضافت جامعة زايد مؤخرًا النسخة السابعة من مؤتمر “بلو نوتس لاستكشاف البيانات” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي عقد في حرمها الجامعي بدبي. وشهد الحدث الذي استمر لمدة ثلاثة أيام حضور أكثر من 250 من قادة التعليم العالي والأكاديميين والمتخصصين في الأبحاث المؤسسية من أكثر من 12 دولة. وتمحور موضوع المؤتمر حول “موازنة الرؤى: استخدام تحليلات ملاحظات الطلاب والذكاء الاصطناعي لتعزيز صوت الطالب وتحقيق التميز المؤسسي”، مسلطاً الضوء على الدور المتنامي للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في تحسين ممارسات التعليم العالي.
وأكد الدكتور مايكل ألين، المدير المؤقت لجامعة زايد، التزام الجامعة بتشكيل مستقبل التعليم من خلال اتخاذ قرارات استراتيجية قائمة على البيانات. وقال: “يُعد مؤتمر بلو نوتس حدثًا سنويًا مهمًا يساهم في تبادل الأفكار بين الخبراء، ما يعزز من عملية التحسين المستمر لممارساتنا التعليمية، ويقوي علاقاتنا مع المؤسسات التعليمية الدولية”.
تحليلات التغذية الراجعة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي: حقبة جديدة في التعليم
كان من أبرز فعاليات المؤتمر استكشاف أدوات تحليل ملاحظات الطلاب المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تهدف إلى تعزيز فعالية المؤسسات. وقد تم خلال المؤتمر تقديم حلول متقدمة من شركة إكسبلورانس، المزود العالمي لبرمجيات تحليلات التغذية الراجعة، حيث تستند هذه الحلول إلى الذكاء الاصطناعي لتوفير رؤى أعمق حول تجارب الطلاب، وتوجيه الجامعات لاتخاذ قرارات واعية تعزز رضا الطلاب والأداء المؤسسي.
وتخللت المؤتمر جلسات وورش عمل متعددة أظهرت كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تلبية الاحتياجات المتزايدة للطلاب، حيث تقوم المؤسسات بتحليل كميات كبيرة من البيانات بفضل الذكاء الاصطناعي، مما يتيح التفاعل بشكل أكثر تخصيصًا واستجابةً للتغذية الراجعة. وهو ما يعد أمرًا بالغ الأهمية في عصر تسعى فيه مؤسسات التعليم العالي إلى تحقيق التوازن بين مطالب الطلاب والتميز المؤسسي.
التعاون الإقليمي لتبادل البيانات لتعزيز الأداء المؤسسي
كما شهد المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة زايد وجامعة عجمان والجامعة الأمريكية في الشارقة، وتهدف هذه الاتفاقية إلى إنشاء اتحاد لقياس الأداء المؤسسي في التعليم العالي. ومن خلال هذا الاتحاد، ستتعاون الجامعات في تبادل البيانات لتحسين فعالية المؤسسات، وتعزيز عملية صنع القرار، وتنمية ثقافة التحسين المستمر.
وسيسمح الاتحاد للمؤسسات الأعضاء بمقارنة مؤشرات الأداء وتبادل أفضل الممارسات، مع الاعتماد على رؤى مستمدة من البيانات. وتعد هذه الجهود التعاونية خطوة نحو تحسين عمليات الجامعات وضمان تقديم تجربة تعليمية أكثر ثراءً للطلاب.
الذكاء الاصطناعي يُحَوِّل صناعة القرار في التعليم العالي
يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا متزايد الأهمية في تشكيل مستقبل التعليم العالي. وركز المؤتمر على كيفية دعم التحليلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي للجامعات في اتخاذ قرارات أكثر استراتيجية ووعيًا. فمن خلال استخدام تحليل البيانات، تستطيع المؤسسات تحديد التوجهات، والتنبؤ بالنتائج، وتحسين توزيع الموارد، وهو ما يسهم في بيئة تعليمية أكثر كفاءة وفعالية.
علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تخصيص تجربة التعلم لتلبية احتياجات الطلاب الفردية. حيث يُتيح هذا التطور للجامعات تقديم دعم موجه بشكل أدق، وتحسين نسب التخرج، وتعزيز نجاح الطلاب. ويعكس هذا التحول نحو الحلول المدعومة بالتكنولوجيا اتجاهاً أوسع في التعليم العالي، حيث يتم تبني التكنولوجيا لمواكبة التغيرات السريعة في متطلبات التعليم.
قدمت النسخة السابعة من مؤتمر “بلو نوتس” بجامعة زايد رؤى قيمة حول كيفية تحول الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في قطاع التعليم العالي. ومع مواصلة المؤسسات العالمية تبني الحلول القائمة على التكنولوجيا، ستلعب هذه الأدوات دوراً محورياً في تحسين مخرجات الطلاب وأداء المؤسسات. ومع التعاونات مثل الاتحاد لقياس الأداء الأكاديمي، فإن الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة تضع نفسها في طليعة الابتكار التعليمي.
ويُعَد التزام جامعة زايد بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات الاستراتيجية وتحسين الممارسات التعليمية شهادة على الأهمية المتزايدة للنهج القائم على البيانات في هذا القطاع. ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، ستتوسع تطبيقاته في التعليم العالي، مما يفتح المجال أمام إمكانيات مثيرة لتحسين تجربة الطلاب وتحقيق التميز المؤسسي.