مع استمرار تطور التكنولوجيا بوتيرة غير مسبوقة، تقف مايكروسوفت في طليعة دمج الذكاء الاصطناعي في الحوسبة اليومية، واعدةً بإعادة تعريف كيفية تفاعلنا مع المحتوى الرقمي. من خلال استغلال الذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات البحث، لا توسع مايكروسوفت فقط آفاق ما يمكن تحقيقه مع الحوسبة الشخصية، بل تحدد أيضًا معيارًا جديدًا للابتكار في صناعة التكنولوجيا.
ابتكارات مايكروسوفت في تكنولوجيا البحث بالذكاء الاصطناعي
في خطوة جريئة لإعادة تعريف قدرات البحث الرقمي، تستكشف مايكروسوفت طرقاً رائدة لتمكين نماذج الذكاء الاصطناعي من تحديد العناصر على جهاز الكمبيوتر التي تتجاوزها وظائف البحث التقليدية. هذه المنهجية المبتكرة تتطلب جمع البيانات لتعمل بفاعلية، وهي خطوة تؤكد على الإمكانيات التحويلية للذكاء الاصطناعي في تعزيز تجربة المستخدم.
أحد الميزات الرائدة التي قدمتها مايكروسوفت هو “الاستدعاء” داخل أجهزة الكمبيوتر التي يقودها الذكاء الاصطناعي “Copilot Plus”. هذه الميزة تُنشئ ذاكرة رقمية للأنشطة اليومية، مما يمكّن النظام من تحسين الكفاءة التشغيلية. ومن خلال التقاط لقطات شاشة لسطح المكتب وتخزين المعلومات، أثار الاستدعاء نقاشًا كبيرًا، خاصةً عندما تم الكشف عن وجودها للجمهور.
تقوم مايكروسوفت حاليًا بتطوير آلية بحث جديدة داخل نظام ويندوز، مستخدمةً مؤشرًا دلاليًا للتعامل مع قيود مؤشر البحث الحالي. من المتوقع أن يُحدث هذا التطور ثورة في طريقة تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم، مقدماً نتائج بحث أكثر دقة وذات صلة سياقية.
مستقبل البحث المحلي المدعوم بالذكاء الاصطناعي
من المتوقع أن يستفيد محرك البحث القادم في ويندوز 11 من قوة الذكاء الاصطناعي لتسهيل نتائج البحث المحلية، بتمديد قدراته لتشمل الملفات الصوتية والمرئية. من خلال استخدام نماذج اللغة الكبيرة، تهدف مايكروسوفت إلى تمكين المستخدمين من الاطلاع على الملفات الصوتية والمرئية، وجعلها قابلة للبحث بطرق غير مسبوقة.
الميزة، التي تحمل اسم “البحث الذكي عن الوسائط”، مصممة لتكون اختيارية. إنها تقدم لمحة مشوقة عن الاستخدامات المستقبلية المحتملة لبياناتنا من قبل الشركات، مما يثير إمكانيات مثيرة للابتكار المعتمد على البيانات. هذه الميزة، التي لا تزال في مرحلتها التطويرية، تم التعرف عليها أولاً داخل كود نسخة تجريبية من ويندوز 11، رقم بُنية 27695.
وفقا لوصف الميزة، يمكن للمستخدمين البحث عن الكلمات المنطوقة في مقاطع الفيديو أو الملفات الصوتية المفهرسة. وتحث مايكروسوفت المستخدمين على تنزيل نموذج ذكاء اصطناعي يقوم بفحص وفهرسة جميع المحتويات المرئية والصوتية على أجهزتهم، مما يسهل عمليات البحث المستقبلية بفاعلية.
تمثل مبادرة مايكروسوفت الطموحة في تكنولوجيا البحث المعززة بالذكاء الاصطناعي علامة فارقة في تطور التفاعل الرقمي. من خلال تطوير ميزات مثل “الاستدعاء” و”البحث الذكي عن الوسائط”، تمهد الشركة الطريق لتجربة مستخدم أكثر بديهية وفاعلية. هذه التطورات لا تبرز فقط القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي بل تطرح أيضًا أسئلة مثيرة للتفكير بشأن خصوصية البيانات والدور المستقبلي للتكنولوجيا في حياتنا. وبينما تواصل مايكروسوفت دفع الحدود الممكنة، من الواضح أن تكامل الذكاء الاصطناعي في تكنولوجيا البحث ليس سوى بداية عصر جديد في الحوسبة.