تقدم كاميرا جديدة تحاكي الواقع باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويبدو أن الاعتماد على التكنولوجيا الذكية في المنتجات سيكون ملحوظًا في المستقبل.
تم الإعلان مؤخرًا عن ابتكار كاميرا جديدة ثورية تدعى Paragraphica، والتي تمتاز بعدم وجود عدسات واستخدام بيانات الموقع وأدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء الصور بدلاً من استخدام الفوتونات الضوئية المعتادة.
تقوم Paragraphica بتحليل بيانات الموقع والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتوليد صورة تمثل مكانًا معينًا في لحظة محددة. تعتمد هذه الصورة على معلومات العنوان والطقس والوقت والأماكن المجاورة، وتصف بشكل دقيق الموقع الحالي للمستخدم. هذا يعني أنها لا تلتقط الصور مباشرة كما تفعل الكاميرات العادية.
وجاء في هذا النص أيضًا: “عندما يقوم المستخدم بالضغط على زر التشغيل، يتم إنتاج صورة فوتوغرافية للموقع استنادًا إلى تقنية الذكاء الاصطناعي المستخدمة في تحويل النصوص إلى صور”.
تعتبر هذه “الكاميرا” مشروعا فنيا قبل كل شيء، حيث لا تحتوي على أي نموذج للاستخدام الواقعي أو العملي.
يبدو أن هذا المفهوم غريب إلى حد يصعب شرحه، حيث تنتج الكاميرا صورًا تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي وليست صورًا واقعية. قدم بيورن كارمان، مبتكر هذا المشروع، توضيحًا على الموقع الإلكتروني يقول فيه: “نظرًا للتطور المتسارع لقدرات الذكاء الاصطناعي، يصعب حقًا تصور كيف ينظرون إلى عالمنا المادي. ولكن هذه الكاميرا تأتي كوسيلة جديدة لرؤية العالم من حولنا، وهي وسيلة ليس فقط لاكتشاف رؤيتنا بالعين المجردة، ولكن لتوفير رؤية عميقة للعالم من خلال منظور الذكاء الاصطناعي”.
يعتبر كارمان أن هذه الكاميرا تشبه بشكل كبير حيوان الخلد النجمي الذي يمتلك أنفًا استشعاريًا. فحيوان الخلد النجمي لا يعتمد على الضوء في عملية الرؤية مثل البشر والكاميرات التقليدية، بل يعتمد على خطم مليء بالمستعشرات الموجود في جسمه.
تسمح كاميرا Paragraphica للبشر بالرؤية بناءً على الذكاء الاصطناعي، وتستفيد من واجهة برمجة التطبيقات التي تتعلم من كميات ضخمة من المحتوى الذي قام البشر بإنتاجه، مشابهة لنماذج الذكاء الاصطناعي. هذا يعني أنها تحاكي قدرات الإدراك البشري.
سبق لكارمان أن نشر سلسلة تغريدات لشرحه فيها أن ابتكاره ليس سوى “مشروع فني متحمس” وأنه “ليس لديه أي نية لإطلاق هذا المنتج أو المنافسة في مجال التصوير الفوتوغرافي التقليدي”. وأضاف أيضًا أنه يشك في دور الذكاء الاصطناعي في زمن يعاني من النقص في الإبداع.