جدول المحتويات
في تجمع استثنائي يعكس الزخم العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، اختتمت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) النسخة الثالثة من القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في الرياض بنجاح. انعقد الحدث على مدى ثلاثة أيام ديناميكية من 10 إلى 12 سبتمبر 2023، حيث جمع المئات من المتخصصين والمهتمين والقادة في مجال الذكاء الاصطناعي من أكثر من 100 دولة. أقيمت القمة في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات تحت شعار “الذكاء الاصطناعي لصالح الإنسانية”، مما يؤكد التزامها بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل الفائدة العالمية.
التعاون العالمي والاتفاقيات
افتتحت القمة بكلمة رئيسية للدكتور عبد الله بن شرف الغامدي، رئيس سدايا، الذي أكد على رؤية المملكة 2030 تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مما وضع السعودية في طليعة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. وساهمت القمة في توقيع 80 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع كيانات محلية ودولية، تهدف إلى تعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودفع التقدم التكنولوجي.
ومن بين مذكرات التفاهم البارزة، تعاونت سدايا مع وزارة السياحة لإنشاء مركز تميز للذكاء الاصطناعي يهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات السياحة لتحسين جودة الخدمات. ومن بين التعاونات الهامة أيضًا اتفاقية مع IBM لاستضافة منصة Watsonx على السحابة الحكومية الوطنية “ديم”، المدارة بالكامل بواسطة كفاءات وطنية، لتمكين الوكالات الحكومية من التحول الرقمي المتسارع. تعكس هذه الاتفاقيات تركيز القمة على التعاون متعدد القطاعات، مع شراكات تمتد من التعليم مع جامعة القصيم إلى حلول إدارة النفايات مع المركز الوطني لإدارة النفايات.
المبادرات الرائدة والجلسات المبتكرة
خلال القمة، شارك المشاركون في جلسات وورش عمل عديدة قادها خبراء من القطاعات العامة والخاصة على مستوى العالم، حيث كشفت هذه النقاشات عن تطورات الذكاء الاصطناعي الرائدة واستكشفت آثارها عبر العديد من المجالات، بما في ذلك الجيوسياسية والسياسات والتنمية المستدامة. من أبرز النقاط كانت إطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تعزيز معرفة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي داخل المملكة.
من بين هذه المبادرات تم الكشف عن “THAK.AI”، وهي منصة رائدة مصممة لتسهيل مشاركة البيانات والمحتوى عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي. تهدف المنصة إلى إنشاء مجتمع من الخبراء يمكنهم نشر نتائجهم العلمية لفائدة الجميع. بالإضافة إلى ذلك، تضمنت القمة إعلاناً تعاونياً بين سدايا ومايكروسوفت لجعل نموذج اللغة العربية “علام” متاحًا على منصة مايكروسوفت أزور، ما يعزز من إثراء المشهد العربي في مجال الذكاء الاصطناعي.
مشاركة الشباب وتبادل المعرفة
كما أولت القمة اهتمامًا كبيرًا لمشاركة الشباب، بمشاركة حيوية من الشباب السعودي الذين شاركوا بفعالية في المناقشات وورش العمل. كان شغفهم وفضولهم واضحين من خلال سعيهم العميق لفهم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيراتها المحتملة على مختلف القطاعات. وفرت الفعالية لهم فرصًا لا تقدر بثمن للتفاعل مع خبراء عالميين والحصول على رؤى حول أحدث الابتكارات في الذكاء الاصطناعي.
أعرب المشاركون بالإجماع عن تقديرهم لدور القمة في توسيع معرفتهم وزيادة اهتمامهم بالذكاء الاصطناعي. قدمت ورش العمل والمناقشات الجماعية، التي شاركت فيها شخصيات بارزة في صناعة الذكاء الاصطناعي، منصة لتبادل الأفكار واستكشاف المبادرات التعاونية. أبرز وجود الشباب السعوديين كسفراء في القمة التزام الأمة بتوجيه جيل معرف وابتكاري مستعد لدفع تطورات الذكاء الاصطناعي.
لقد أبرزت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، التي نظمتها سدايا، النهج الرؤيوي للمملكة في تطوير الذكاء الاصطناعي. من خلال تعزيز التعاون الدولي وتشجيع تبادل المعرفة، وضعت القمة الأسس لمستقبل تلعب فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في مواجهة التحديات العالمية. يعكس نجاح الحدث مكانة السعودية كقائدة في الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يدفع أهداف رؤية 2030 ويمهد الطريق لمجتمع متقدم تقنيًا.
مع إسدال الستار على هذه القمة المؤثرة، تعد الرؤى المستوحاة والصلات التي أنشئت أن تبشر بعصر جديد من التقدم المدفوع بالذكاء الاصطناعي، والملكة العربية السعودية في طليعة هذه الرحلة التحويلية. تعكس تفاني المشاركين والشراكات الاستراتيجية التي أُقيمت خلال القمة التزامًا مشتركًا لتسخير الذكاء الاصطناعي من أجل صالح البشرية، مما يضع سابقة للابتكارات والتعاون المستقبلي في العالم المتطور للذكاء الاصطناعي.
المصدر: واس