من أمريكا الشمالية إلى جنوب شرق آسيا، تلقى تطبيقات التعليم الصينية عبر الإنترنت المدعومة بالذكاء الاصطناعي-والتي طورتها الشركات الصينية- انتشاراً واسعاً بفضل زيادة عدد المستخدمين المحليين والطلب المتزايد على المساعدة في الواجبات المنزلية.
يعتبر تطبيق “QuestionAI” (اسأل الذكاء الاصطناعي) مثالًا على استخدام الذكاء الاصطناعي كمساعد وملخص، حيث يقدم إجابات وحلولًا للأسئلة التي تتعلق بالرياضيات والبيولوجيا وغيرها من التخصصات. وفقًا لمزود بيانات وتحليلات تطبيقات الأجهزة المحمولة “سينسور تاور”، فقد تم تنزيل تطبيق “QuestionAI” ستة ملايين مرة في الولايات المتحدة منذ إطلاقه قبل عام من قبل “تسويبانغ”، الشركة الرائدة في تكنولوجيا التعليم في الصين.
كما تم تنزيل “Gauth”، وهو تطبيق تعليمي آخر أطلقته شركة التكنولوجيا الصينية “بايت دانس” في الولايات المتحدة في عام 2019، 12 مليون مرة. وأظهرت بيانات من “تشيماي.سي إن”، وهي منصة تحليل منتجات الهواتف المحمولة، أن تنزيل “Gauth” زاد 14 مرة خلال ثلاثة أشهر منذ بداية هذا العام.
أثنت جيسيكا بودزينسكي، وهي مستخدِمة لمنصة “Gauth”، على المنصة بسبب إجاباتها الدقيقة وحلولها المفصلة خطوة بخطوة، بالإضافة إلى توفير مقاطع فيديو تغطي جميع أنواع المواضيع.
بالإضافة إلى الراحة، ينسب المستخدمون أيضا شعبية هذه التطبيقات إلى تكلفتها المعقولة، ونهجها الشخصي في التعليم، وتوفير دروس خصوصية مباشرة على مدار الساعة.
يُظهر الموقع الرسمي لتطبيق “Gauth” أن التطبيق متاح للتنزيل مجاناً، ويوفر حلولاً للرياضيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وللاستفادة من خدمات إضافية مثل تفاعلات الخبراء المتعددة، توجد عمليات شراء داخل التطبيق، بما في ذلك عضوية “Gauth Plus” وخيارات إجابة إضافية من الخبراء. تتراوح رسوم الاشتراك لعضوية “Gauth Plus” من 11.99 دولاراً للشهر الأول إلى 99.99 دولاراً لمدة 12 شهراً.
على الرغم من غياب المستخدم “Sam Ul” عن المدرسة لمدة أسبوعين، إلا أنه استطاع تحسين درجاته مرة أخرى إلى مستوى “A +” بمساعدة “QuestionAI”. وأشار “Sam Ul” إلى أن تكلفة الاشتراك منخفضة جداً وأنها تستحق تماماً ما يحصل عليه من فوائد.
ويقول خبراء الصناعة إن شركات التكنولوجيا الصينية توسع نشاطها في أسواق التعليم الدولية عبر الإنترنت بدافع جملة من العوامل الحاسمة: إمكانات النمو الكبيرة، وقاعدة المستخدمين الأوسع، والفرص السوقية المناسبة، والاستعداد الكبير للتوسع عالميًا.
يوفر تطبيق “ClassIn”، الذي طورته الشركة الصينية “EEO”، حلاً شاملاً لاحتياجات المستخدمين في مجالي التعلم والإدارة عن طريق إعادة إنشاء فصل دراسي حقيقي عبر الإنترنت. وأوضحت الشركة لوكالة أنباء شينخوا أن ارتفاع الطلب العالمي على التعليم عبر الإنترنت يفتح فرصًا كبيرة لتوسيع الأعمال وزيادة الإيرادات في الأسواق الخارجية.
قالت فيليس تشانغ، مديرة العولمة في شركة “EEO”، التي وسعت نطاق وجودها حتى الآن ليشمل ثمانية أسواق دولية، إن دخول الأسواق الأجنبية يمكن شركات التكنولوجيا الصينية من الوصول إلى قاعدة مستخدمين أوسع وأكثر تنوعاً، واستغلال الفرص الفريدة للسيطرة على قطاعات سوقية محددة.
وأوضحت تشانغ أن التفوق التنافسي للشركات الصينية في الأسواق العالمية يعتمد على قدراتها التكنولوجية المتقدمة، ونهجها الديناميكي في الابتكار، وخبرتها في سوقها المحلية التنافسية، وكذلك على أساليبها التعليمية القوية والقابلة للتوسع، مما يتيح لهذه الشركات القدرة على التكيف والتوسع في أحجام واحتياجات الأسواق المختلفة دون التأثير على أدائها أو فعاليتها.
ومع ذلك، لا تزال الشركات الصينية تواجه صعوبات كبيرة في توسعها على المستوى العالمي، وخاصة فيما يتعلق بتوطين المنتجات وإدارة الفرق متعددة الجنسيات. هذا يتطلب تطوير استراتيجيات متقدمة لإدارة الموارد البشرية الدولية وفهم سلوك المستهلك المحلي.
كما عبر الخبراء في مجال التعليم عن قلقهم من أن التعامل المبكر مع تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضعف قدرة الطلاب على التفكير والاستكشاف، حيث أنهم قد يعتادون على السهولة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في عملية التعلم.
اقترح هوانغ تشانغ تشين، الذي يدير المختبر الرئيسي لتكنولوجيا التعليم الذكي وتطبيقاته في مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين، مراقبة الأجهزة التعليمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لضمان تقديم تعليم ذو جودة أفضل للطلاب.
اقترح ليو وي بينغ، الذي يعمل مدرساً في مدرسة إعدادية في بكين، أن يقوم المعلمون وأولياء الأمور بتشجيع الطلاب على الاعتماد على أنفسهم أولاً عند محاولة حل مشاكل الواجبات المنزلية، وأن يستخدموا الذكاء الاصطناعي فقط للحصول على المساعدة العرضية عند الضرورة.
يجب أيضًا توعية الأطفال بأهمية حماية الملكية الفكرية وضرورة الالتزام بقواعد السلوك عند الاقتباس أو الإشارة إلى المواد التعليمية باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.