بدات استضافة فعاليات منتدى أوتر إيدج الخاص بالابتكار في تقنيات الويب 3 في مقر الكراج، بتنظيم من شركة أنيموكا براندز وشركة أيدج أوف، بهدف استكشاف أثر تقنيات الويب 3 والذكاء الاصطناعي على المجتمع والنظم الاقتصادية. شارك في الحدث عدد من الأعلام من الخبراء والمتخصصين من حول العالم، وحضر اللقاء الدكتور منير بن محمود الدسوقي، الموقر رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية “كاكست”.
يُعقد الملتقى في الرياض، العاصمة، تماشياً مع الطفرة التكنولوجية الهائلة التي تعيشها المملكة وسعيها في احتضان الصناعات المبتكرة المتعلقة بتقنيات الويب 3، باعتبارها الإصدار الحديث للشبكة العنكبوتية العالمية.
بيّن الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس اتحاد الرياضات الإلكترونية السعودي، خلال الكلمة التي ألقاها لافتتاح الحدث، أن المملكة تطمح لكي تكون نقطة محورية لهذه الصناعة. وشدد على أن صناعة الألعاب شهدت تغييرًا كبيرًا عالميًا خلال الأعوام القليلة الماضية.
صرح سموه قائلاً: “نؤمن بأن الألعاب لا تقتصر على كونها مصدرًا للمتعة فحسب، بل تُعد أيضًا منصة فعّالة لتعزيز التماسك الاجتماعي، وللابداع وتحفيز التمكين عن طريق المشاريع والاستثمارات الاستراتيجية كتلك المتعلقة بتنظيم كأس العالم للألعاب الإلكترونية الذي سيُقام في الرياض خلال الصيف القادم، وهو يُعد مناسبةً بارزة لجميع اللاعبين من شتى أرجاء الكرة الأرضية”.
من ناحيتها، شددت الدكتورة مريم نوح، التي تشغل منصب نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مسؤولة عن قطاع تقنيات المستقبل الاقتصادية، على أن المدينة بفضل دورها كمعمل وطني رائد في تعزيز سرعة التقدم التكنولوجي واهتمامها بالابتكارات الجديدة؛ قامت بإنشاء معهد خاص بألعاب الفيديو والتكنولوجيا المحاكية للواقع، وعقدت الكثير من الشراكات الاستراتيجية على المستويين المحلي والعالمي بهدف تحقيق الاستفادة الكاملة من هذه التكنولوجيات التي تمتلك تأثير ملحوظ على الاقتصاد القومي.
ناقش السيد عمر الشبعان، المدير التنفيذي للكراج، الحاضنة التي تعتبر الأضخم في المنطقة في مجال الأعمال المتخصصة بالتكنولوجيا المتقدمة، وقد أُسست لتأييد رواد الأعمال والمبدعين الذين ينتمون لأكثر من 240 شركة ناشئة من أكثر من 50 بلداً في العالم. وأكد على دور الكراج في تحفيز النمو واستمرار الشركات الناشئة، وإقامة بيئة محفزة لرعاية المشاريع والأفكار الريادية. كما رحب بالمشاركين من الخبراء والمتحدثين في المنتدى، داعيًا إياهم للتعرف على المسارات الجديدة لتطبيقات الويب الجيل الثالث.
من ناحيته، قام الرئيس التنفيذي لشركة “أنيموكا براندز”، يات سيو، بتقديم شرح حول الجيل الثالث للويب، شمل الحديث عن التكنولوجيات المرتبطة به مثل البلوكتشين، والعملات الإلكترونية المشفرة، والألعاب الرقمية، والتطبيقات اللامركزية، والعقود الذكية. وأكد أن الهدف من الويب 3 هو خلق شبكة إنترنت تتسم بالشفافية والأمان الأكبر، والتي تركز بشكل خاص على المستخدم، منحًا إياهم سيطرة أكبر على بياناتهم الشخصية وتواصلهم الرقمي.
تحدَّث نايف الربيعة، مدير محفظة الويب 3 والواقع المكاني في نيوم عن الجيل الجديد من المدن الذكية، وأكّد على دور نيوم في احتضان التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي قائلاً: “نسعى لإقامة نظام بيئي للويب 3 يقوم على أساسات متينة من البنية التحتية المتقدمة، التطبيقات المبتكرة، والإطار التنظيمي الداعم، بما يمكِّن الرواد والمبتكرين حول العالم من تصميم حلول معرفية تُحدث تغيرًا جذريًا في أساليب حياتنا”.
صرح محمد حضراوي، المدير العام لمعهد الألعاب والتقنيات الغامرة التابع لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية المعروفة باسم “كاكست”، بأن المملكة تملك الإمكانيات اللازمة لأن تبرز كقائدة في ميدان الألعاب والأنشطة الإلكترونية الرياضية، مدعومة بفريق من الشباب والمختصين في التقنية. وأضاف التوقع بالتوسع في الاستثمارات ضمن القطاع الرقمي وتطوير البنية التحتية، واستشراف المملكة للريادة في تكامل تقنيات البلوكتشين والذكاء الاصطناعي ضمن صناعة الألعاب والفعاليات الإلكترونية الرياضية.
عقب ذلك، تم افتتاح الجلسات الخاصة بالمنتدى الذي يقام للمرة الأولى في الأراضي السعودية وخارج الولايات المتحدة الأمريكية. حيث تناولت النقاشات التي أدارها خبراء ومبتكرون وأصحاب الرؤية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تطورات مستقبلية في ميادين تقنيات ويب 3 واستخدامات الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال وفي المدن الذكية، بالإضافة لآفاق الاستثمار في ألعاب تكنولوجيا البلوكتشين وأثر الذكاء الاصطناعي في الرياضة الإلكترونية. كما تم استعراض الفرص المتاحة في الاقتصاد الرقمي بالمملكة وما ينتظر الخدمات المالية من تحولات، فضلاً عن مستقبل العلامات التجارية وتوجهات المجالات الرياضية والفنية وقطاع الترفيه.