تخطط المملكة العربية السعودية لإنشاء صندوق استثماري بقيمة 40 مليار دولار مخصص لمجال الذكاء الاصطناعي، حسب ما أُفيد يوم الثلاثاء. يهدف المملكة إلى أن تصبح لاعباً رئيسياً في صناعة الذكاء الاصطناعي التي تتطور بسرعة، وفق ما افادته صحيفة المونيتور.
سيضع الصندوق المالي دولة الخليج في مقدمة المستثمرين العالميين في مجال الذكاء الاصطناعي ويدعم استراتيجية البلاد لتحويل تركيزها الاقتصادي بعيدًا عن البترول، وذلك وفقًا لما تم تحديده في خطتها لرؤية 2030.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا، نقلاً عن معلومات من ثلاثة أشخاص مطلعين على الموضوع، أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يحتفظ بأصول تزيد عن 900 مليار دولار، قد دخل في محادثات خلال الأسابيع القليلة الماضية حول تعاون محتمل مع شركة أندريسن هورويتز، وهي إحدى أبرز شركات رأس المال الاستثماري في وادي السيليكون، إلى جانب مستثمرين آخرين محتملين للصندوق.
توقعات بأن تبدأ المملكة العربية السعودية حملة استثمارية جديدة في الجزء الأخير من العام الجاري، حيث يمكن لعدد من شركات رأس المال الاستثماري الدولية أن تشارك في ذلك بحسب ما ذكرت المصادر. كما أن الدولة تستثمر بعمق في الأساسيات الرقمية مثل الحوسبة السحابية التي تعتبر حيوية للذكاء الاصطناعي. لقد كان الاستثمار الأجنبي قوياً بشكل ملحوظ أيضًا؛ على سبيل المثال، خلال مؤتمر تقنية LEAP الأخير في الرياض، التزمت خدمات الويب الخاصة بأمازون (AWS) باستثمار قيمته 5.3 مليار دولار في قطاع التقنية السريع النمو في السعودية لإقامة مراكز بيانات سحابية اعتبارًا من عام 2026.
يتنافس العالم في الوقت الحالي مع بعض من أبرز صناعات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، حيث تبرز اللاعبون الرئيسيون مثل المملكة المتحدة وكندا وعدة دول أوروبية كمنافسين رئيسيين، على الرغم من أن الصين والولايات المتحدة الأمريكية لا تزالان تحتلان مكانة العملاقين الأولين في المشهد التكنولوجي العالمي.
الامارات في الجهة الاخرى
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد جنبا الى جنب مع المملكة العربية السعودية من رواد مجال الذكاء الاصطناعي في الشرق الاوسط، التي تعتبر في عام 2017 بكونها أول دولة تخلق منصب وزير الذكاء الاصطناعي. وقد أكد الوزير المعين، عمر سلطان العلماء، أن هناك أكثر من ألف شركة متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي تنشط حالياً داخل الإمارات العربية المتحدة.
ومن خلال تقديم الحواجز التنظيمية الدنيا، وخصومات ضريبية كبيرة، وتأشيرات “ذهبية” حصرية لجذب خبراء الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الحوافز الجذابة، تشجع الإمارات هذه الشركات بنشاط على زيادة عملياتها في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، تضم أبو ظبي مركزًا تكنولوجيًا يُعرف باسم Hub71 ، الذي يحظى بدعم مالي من صندوق الثروة السيادي مبادلة للمغامرات ويعمل كمغناطيس للشركات الناشئة في الإمارات العربية المتحدة.
الهجرة الاوروبية الى الشرق الاوسط
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة بنشاط لجذب شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في أوروبا لنقل مكاتبها الرئيسية إلى الدولة الخليجية.
وفقًا لتقرير صدر يوم الثلاثاء عن صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أجرى مسؤولون من الإمارات العربية المتحدة وكندا مؤخرًا محادثات مع شركة أليف ألفا الألمانية، بالإضافة إلى شركتي سينثيسيا وستابيليتي آيه اي من المملكة المتحدة، في محاولة لإقناع هذه الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي بتغيير موقع عملياتها.
مؤخرًا، قام الاتحاد الأوروبي بتنفيذ قانون الذكاء الاصطناعي الخاص به، وضع أحد أكثر الأطر التحكمية صرامة فيما يخص الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
تحظر هذه التشريعات استخدام الأنظمة التي تُشكل “خطرًا غير مقبول”، بما في ذلك تلك الأنظمة التي تستغل البيانات البيومترية لكشف تفاصيل خاصة عن الأفراد، مثل توجهاتهم الجنسية. علاوة على ذلك، يحدد القانون قواعد متميزة لأنظمة الذكاء الاصطناعي ذات التطبيق الواسع، مثل ChatGPT.
تُعتبر المملكة المتحدة دولة لديها بيئة تنظيمية أكثر مرونة تجاه الذكاء الاصطناعي، حيث يقوم الهيئات التنظيمية القائمة بتشكيل سياسات حول التقنية بدلاً من وضع قوانين جديدة خاصة.
ومع سوق تقنية تُقدر قيمتها بأكثر من تريليون دولار، يرى العديد من الشركات الناشئة في لندن موقعًا مثاليًا للحصول على التمويل لمشاريعهم.
نتطلع لمعرفة آراءكم وتعليقاتكم حول هذا الموضوع. هل تعتقدون أن هذا الاستثمار سيسهم في تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي في المنطقة؟ وهل لديكم أي أفكار أو استفسارات تودون مشاركتها معنا؟ نحن متحمسون لسماع آراءكم ونتطلع إلى إلقاء الضوء على المزيد من الأخبار والتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي في المستقبل.