تجري شركة OpenAI، المطورة لروبوت الدردشة التفاعلي ChatGPT، محادثات حالياً مع مصنعي شرائح أشباه الموصلات مثل شركة برودكوم Broadcom، بهدف تطوير رقاقة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
تأتي هذه الخطوة كجزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى تعزيز قدراتها الحوسبية وتقليل اعتمادها على وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا.
لا تزال هذه المناقشات في مراحلها الأولية، وتأتي في إطار خطط الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، سام ألتمان، الطموحة لجمع ما يصل إلى 7 تريليون دولار لمشروع كبير في مجال تصنيع الشرائح.
بحسب تقرير لصحيفة ذا إنفورميشن، فإن OpenAI تبحث في خيار تصنيع شرائح ذكاء اصطناعي خاصة بها كحل لمشكلة نقص وحدات معالجة الرسومات الباهظة، وهي ضرورية لتطوير نماذج مثل ChatGPT وGPT-4 وDALL-E3. وقد استقطبت الشركة موظفين سابقين من جوجل كانوا قد عملوا على وحدات المعالجة هناك.
بحسب ما ذكرته صحيفة فاينانشيال تايمز، تأتي هذه النقاشات كجزء من مساعي أوسع يقودها ألتمان لتعزيز توفير المكونات والبنية التحتية الضرورية لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة بشكل متزايد. وأفاد مصدر مطلع على خطط OpenAI للصحيفة:
المقياس الرئيسي للذكاء الاصطناعي هو القدرة: قدرة الشريحة، قدرة الطاقة، وقدرة الحوسبة. وشركة OpenAI لن تبقى مكتوفة الأيدي وتدع الآخرين يتقدمون في هذا المجال بينما هي في مقدمة التطور.
لا تقتصر طموحات ألتمان على تحسين الشرائح فقط، كما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” سابقًا، إذ يسعى لجمع ما يتراوح بين 5 تريليون و7 تريليون دولار لتعزيز قدرات إنتاج الشرائح على مستوى العالم. هذا الرقم يتجاوز حجم السوق العالمي للشرائح ويزيد عن القيمة السوقية لشركتي آبل ومايكروسوفت مجتمعتين.
قام الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI بالتواصل مع جهات متعددة، من بينها مصنعي الشرائح الإلكترونية وشركاء مثل مايكروسوفت، بالإضافة إلى هيئات حكومية ومستثمرين ماليين. كما عقد لقاءات مع شخصيات مهمة، مثل الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، المسؤول الأمني الأعلى في الإمارات، ووزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو، لمناقشة المشروع.
بالرغم من أن خطط OpenAI تعتبر طموحة، إلا أنها ليست بعيدة عن ما قامت به شركات أخرى في الفترة الأخيرة. فقد أدى النقص في شرائح H100 من Nvidia، التي تبلغ قيمتها 40,000 دولار وتعد الأقوى في مجالات الذكاء الاصطناعي، إلى دفع عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت وجوجل وميتا لتطوير حلولهم الخاصة داخليًا.
في ذات الفترة، كشفت الحكومة الأمريكية عن استثمار قدره 5 مليارات دولار، مما حفز الشركات الكبرى المتخصصة في صناعة الشرائح على توجيه استثماراتها نحو الولايات المتحدة، مما ساهم في تعزيز طموحات هذه الشركات لتطوير الشرائح محليًا.