وجدت هيئة المنافسة الفرنسية أن جوجل قد قامت بتدريب الذكاء الاصطناعي التابع لها، والمعروف باسم Bard، على مقالات إخبارية تحمل حقوق النشر دون تزويد الناشرين بمعلومات كافية عن التعويضات أو إتاحة الفرصة لهم للانسحاب من العملية.
قامت الهيئة المسؤولة عن المنافسة في فرنسا بتغريم شركة جوجل والشركة الأم ألفابت وشركتين فرعيتين بمبلغ إجمالي قدره 250 مليون يورو (ما يعادل 271 مليون دولار) بسبب مخالفتها لاتفاق سابق يتعلق باستخدام المحتوى المحمي بحقوق الطبع والنشر من أجل تدريب خدمة الذكاء الاصطناعي التابعة لها، الذي يُعرف اليوم باسم جيميني.
قالت هيئة المنافسة يوم الأربعاء إن عملاق البحث لم يف بالتسوية التي تم التوصل إليها في يونيو 2022 بشأن استخدام قصص الأخبار في نتائج البحث لديه وصفحات الأخبار واكتشاف. تجنبت جوجل غرامة في ذلك الوقت من خلال التعهد بالدخول في مفاوضات بحسن نية حول التعويض مع مزودي الأخبار لمحتواهم، من بين خطوات أخرى.
بشكل محدد، وفقاً لما ذكرته السلطة، وافقت جوجل على تزويد وكالات الأنباء والناشرين بـ “تقييم شفاف” لتعويضاتهم مقابل حقوق الاستخدام، وعلى التأكد من أن المفاوضات لم تؤثر على “العلاقات الاقتصادية الأخرى” بين جوجل والناشرين.
على الرغم من ذلك، أخفقت جوجل في الحفاظ على التزاماتها بعدة طرق، حسبما ذكرت السلطة. أولاً، لم تكن جوجل كافية الشفافية في مشاركة المعلومات مع ممثليها، حيث فشلت في تقديم المعلومات اللازمة لمراقبة الاتفاق في الوقت المناسب. ثانيًا، فشلت الشركة في تقديم تفاصيل كاملة حول كيفية تحقيقها الأرباح من المحتوى الإخباري، مما يخالف أيضًا التزاماتها لعام 2022.
في النهاية، وجهت السلطات اتهاماً لشركة جوجل باستخدام محتوى الأخبار لتدريب خدمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها والتي تُعرف الآن باسم جيميني، دون الحصول على إذن من الناشرين، ودون توفير أداة للاعتراض تُمكّن الناشرين من الاعتراض على استخدام الذكاء الاصطناعي.
تعتبر الهيئة حقيقة أن جوجل لم تُخطر الناشرين ووكالات الأنباء باستخدام محتواهم من قبل خدمتها بارد خرقًا لالتزامها بالشفافية، حسبما ذكر بيان الهيئة.
لم تُوفر جوجل أداة للناشرين لاختيار عدم استخدام موادهم في تدريب برنامج Bard حتى شهر سبتمبر لعام 2023، عندما أطلقت جوجل خدمة “جوجل الموسعة”. حتى تلك اللحظة، كانت السلطة التنظيمية تقول إن الخيار الوحيد المتاح للناشرين كان هو منع جميع خدمات جوجل من فهرسة مواقعهم الإلكترونية، بما في ذلك تلك الخدمات المخصصة للبحث وخدمة Discover وخدمات الأخبار.
رداً على حكم السلطة، أصدرت جوجل منشوراً رسمياً في مدونتها قائلةً إنها وجدت الغرامة “غير مناسبة”، لكنها ستقوم بدفعها بدلاً من الطعن فيها، قائلةً “لقد حان الوقت لطي الصفحة”.
في حكم سابق في نفس القضية، في يوليو 2021، فرضت السلطات غرامة على شركة جوجل بقيمة 500 مليون يورو بسبب ممارسات قد تلحق الضرر بقطاع الصحافة.