شهدت سامسونج في الآونة الأخيرة تحولًا ملحوظًا في استراتيجيتها تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث بدأت هذا الاتجاه القوي مع إطلاق سلسلة Galaxy S24. وقد أدرجت الشركة ميزات جديدة في مجموعة Galaxy AI، متكئةً على دعم منصة Gemini من جوجل حتى الآن. ولكن الجديد هو أن سامسونج تُخطط للانتقال بخطوات أكبر في هذا المجال، من خلال استكشاف شراكات جديدة مع شركات رائدة في الذكاء الاصطناعي.
إمكانية التوسع في الذكاء الاصطناعي
في تصريحات حديثة له، أشار “تشوي وون-جون”، رئيس العمليات في قطاع الهواتف المحمولة بسامسونج، إلى أن الشركة منفتحة تمامًا لاستكشاف بدائل أخرى، بشرط أن تُحقق تلك البدائل تجربة مستخدم متميزة. هذا يُعكس رغبة سامسونج في تقديم أفضل ما يمكن لعملائها، خاصةً في مجال الهواتف الذكية المجهزة بتقنيات متقدمة.
تجري سامسونج حاليًا محادثات مع شركتين رائدتين في مجال الذكاء الاصطناعي هما OpenAI وPerplexity. يهدف هذا التعاون المحتمل إلى دمج خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما في الهواتف القادمة، والتي يُتوقع أن تُعرض ضمن سلسلة Galaxy S26. وفي وقت سابق، أفادت تقارير بأن سامسونج تقترب من إبرام صفقة لاستثمار في Perplexity، مما قد يسهل دمج تطبيقات ومساعدات ذكية جديدة في أجهزة الشركة المستقبلية.
توجهات جديدة ومنافسة شديدة
السيطرة على سوق الهواتف القابلة للطي قد تكون أحد النقاط الحاسمة في استراتيجية سامسونج. حيث أشار تشوي إلى دخول أبل المحتمل لهذا السوق، ويعتقد أنه إذا تحقق ذلك، فسيفيد الصناعة ككل. هذه المنافسة قد تعزز الابتكار وتدفع الشركات لتقديم ميزات جديدة وخدمات محسنة.
من البيّن أن سامسونج تتخذ خطوات حذرة ولكن مدروسة في فهم أبعاد وتقنيات الذكاء الاصطناعي. حيث قال تشوي: “نتواصل مع عدة شركات. طالما أن وكلاء الذكاء الاصطناعي هؤلاء يتمتعون بالكفاءة ويوفرون أفضل تجربة للمستخدم، فإننا منفتحون على أي وكيل ذكاء اصطناعي في السوق”. هذا التصريح يشير إلى التزام سامسونج بتقديم تقنيات مبتكرة وفعّالة للمستخدمين.
الاختيارات التقنية المتاحة
مع استمرار سامسونج في تطوير سلسلة Galaxy S26، يتم تقييم معالجين رئيسيين هما Snapdragon 8 Elite 2 وExynos 2600 لتحديد أيهما سيعمل على تشغيل المجموعة المقبلة. يأتي هذا القرار في وقت حاسم، حيث توضح التوجهات المستقبلية للشركة في استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتجعل الهواتف أكثر تفاعلية واستجابة لاحتياجات المستخدمين.
استراتيجيات المنافسة
تطوير قدرات هواتف سامسونج الذكية بالذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على استخدام تقنيات جديدة، بل يمتد إلى التجارب المتكاملة للمستخدم. حيث يكمن التحدي في تقديم هواتف تجمع بين الأداء العالي والتكنولوجيا المتقدمة، مما يجعل الشركات الأخرى في موقف صعب لتقديم ما هو أفضل.
خاتمة
في خضم هذه التطورات، تضع سامسونج نصب عينيها رؤية مستقبلية واضحة. مع انفتاحها على شراكات جديدة وتقديرها لأهمية الذكاء الاصطناعي، يبدو أن سامسونج تسعى لتوسيع قدرات هواتفها الذكية بالذكاء الاصطناعي خارج حدود Gemini من جوجل. هذه الجهود لن تشكل فقط انعكاسًا لطموحات الشركة، ولكنها ستلعب دورًا حيويًا في تشكيل مستقبل سوق الهواتف الذكية. من المؤكد أنه في السنين القادمة، سنشهد تأثيرات مذهلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في شكل وأداء الهواتف الذكية، مما يجعلها أكثر ذكاءً وتفاعلًا مع احتياجات المستخدمين.