جدول المحتويات
في السنوات الماضية، كان يُعتبر قياس الوقت الذي يقضيه الأفراد أمام الشاشة معيارًا كافيًا للصحة الرقمية. كان المنطق وراء ذلك بسيطًا: كلما زاد وقت الشاشة، زادت المخاطر المرتبطة بالانشغال والوحدة وضعف القدرات العقلية. ولكن مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي وتغيير مفهوم استخدام الشاشات، يتعين علينا الآن إعادة تقييم هذا المقياس. في عام 2025، هل لا يزال زمن الشاشة مقياسًا ذا جدوى؟ الجواب القصير هو: لا.
إعادة التفكير في زمن الشاشة في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي
زمن الشاشة: مفهوم عفا عليه الزمن
تاريخيًا، وُلد مفهوم “زمن الشاشة المفرط” في زمن كان التركيز فيه على الاستهلاك السلبي. تذكروا الماراثونات التلفزيونية والتصفح العشوائي. ومع ذلك، فإن الشاشات اليوم أصبحت مساحات للإبداع والفعل، وليست مجرد أدوات للمشاهدة. فعندما يقوم طالب بكتابة قصة قصيرة باستخدام ChatGPT أو رائد أعمال بتطوير محتوى العلامة التجارية عبر Midjourney، فإنهم لا يتباطئون؛ بل يخلقون ويكتشفون ويجربون.
الذكاء الاصطناعي: تغيير قواعد اللعبة
لقد طمس الذكاء الاصطناعي التوليدي الحدود بين ما يعنيه أن تكون “متصلًا بالإنترنت”. ليس كل زمن الشاشة متساويًا؛ فساعة واحدة قد تكون مرهقة، بينما ساعة أخرى قد تكون ملهمة. الفرق يكمن في الهدف والتفاعل. بدلاً من القلق بشأن الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، يجب أن نسأل: هل كانت تلك اللحظات منتجة وإبداعية؟
الحاجة إلى نموذج جديد للرفاهية الرقمية
الابتعاد عن قياس الوقت
لا نسأل عن عدد الساعات المخصصة لدفتري أو فرشاة الرسم أو الجيتار. بل نسأل عن ما تم صنعه بها. يجب أن يكون نفس الشيء صحيحًا بالنسبة للشاشات في عصر الذكاء الاصطناعي. بدلاً من تتبع الدقائق، يجب علينا أن نسأل: هل كان الوقت منتجًا، إبداعيًا، وتعاونياً؟
استخدام التكنولوجيا كأداة للمساعدة
يجب علينا أن نتوقف عن اعتبار استخدام التكنولوجيا شيئًا يجب أن نشعر بالخجل منه، وبدلاً من ذلك، نبدأ في رؤيتها كأداة للمساعدة. بالطبع، يجب أن تكون هناك حدود، ولكن يجب أيضًا أن تكون هناك سياقات. نحن بحاجة إلى نموذج جديد للرفاهية الرقمية يركز أقل على الدقائق التي نقضيها على هواتفنا، وأكثر على كيفية قضائنا لتلك الدقائق.
التطورات التكنولوجية الحديثة
لقد بدأت شركات التكنولوجيا بالفعل في إجراء تغييرات. بعض التطبيقات تفصل الآن بين الاستخدام النشط والسلبي في تقارير المستخدم. منصات التعلم تتبع التقدم والمهارات المكتسبة، وليس الساعات المسجلة. حتى الأجهزة القابلة للارتداء بدأت تقيس التركيز والعبء المعرفي، وليس زمن الشاشة. الأرقام بدأت أخيرًا تتماشى مع الواقع: الانتباه والنية يهمان أكثر من الدقائق.
الخاتمة
إن إعادة التفكير في زمن الشاشة لا تعني التخلي عن القلق بشأن الاستخدام غير المناسب للتكنولوجيا، بل تعني أننا بحاجة إلى فهم أعمق لكيفية تأثير هذه التكنولوجيا على حياتنا. إذا كان الذكاء الاصطناعي يساعد الناس على تحقيق المزيد، وتعلم أسرع، أو خلق أشياء لم يكن بإمكانهم خلقها من قبل، فإن هذا ليس شيئًا يجب أن نخاف منه، بل يجب تتبعه والاحتفاء به. لقد حان الوقت لإعادة صياغة محادثتنا حول زمن الشاشة لتكون أكثر تركيزًا على الغرض والفائدة، بدلاً من مجرد الأرقام.