جدول المحتويات
أصدر البيت الأبيض مذكرة جديدة موجهة إلى الوكالات الأمنية الوطنية بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات الأمنية والحد من المخاطر المرتبطة بهذه التكنولوجيا المتقدمة. تتضمن المذكرة تعليمات واضحة تركز على مراقبة وتقييم وتخفيف المخاطر المتعلقة بانتهاكات الخصوصية والتمييز والانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان التي قد تنجم عن استخدام الذكاء الاصطناعي.
يأتي هذا القرار في سياق الجهود المتواصلة التي تبذلها إدارة الرئيس جو بايدن للحفاظ على تفوق الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، لا سيما في ظل المنافسة المتزايدة مع الصين. وفقاً لمسؤول رفيع في البيت الأبيض، فإن “الوكالات الأمنية الوطنية يجب أن تتبنى هذه التكنولوجيا بما يتماشى مع القيم الأميركية”، مشيراً إلى أن الفشل في التعامل مع الذكاء الاصطناعي قد يعرض الولايات المتحدة لخطر “مفاجآت استراتيجية” من قبل منافسين مثل الصين.
الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على ريادتها في الذكاء الاصطناعي
تأتي هذه التوجيهات الحكومية في إطار رؤية أوسع للحفاظ على تفوق الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي عالمياً. وقد شهدت السنوات الأخيرة تقدماً هائلاً في هذا المجال، مدفوعاً بمساهمات كبيرة من القطاع الخاص، خاصة من وادي السيليكون. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف متزايدة بشأن استخدام هذه التكنولوجيا في مجالات حساسة مثل الأمن القومي، حيث يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي أن ترتكب “هلوسات” أو تنتج بيانات غير دقيقة.
وفقًا لما نشرته “Defense One”، تتعلّق بعض المخاوف الرئيسية بجمع البيانات الشخصية للمواطنين الأميركيين، والتي يمكن أن تستغلها جهات خارجية أو خصوم. في هذا السياق، أصدر الرئيس بايدن أمراً تنفيذياً في فبراير الماضي للحد من وصول الخصوم إلى هذه البيانات الحساسة.
الذكاء الاصطناعي والمخاطر المحيطة بالأمن القومي
المذكرة الجديدة تلزم الوكالات الأمنية بتقييم المخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المخاوف المتعلقة بانتهاك الخصوصية والتحيز والتمييز. هذا بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بسلامة الأفراد والمجموعات، والانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان.
وتتضمن التوجيهات الجديدة إرشادات حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام الأمنية الوطنية من خلال إطار عمل واضح. هذا الإطار يهدف إلى تمكين الحكومة من الاستفادة الفعّالة من أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مع الحفاظ على القيم الأميركية وضمان أمن المعلومات الوطنية.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الأمن القومي
على الرغم من التحديات المرتبطة بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجالات الأمنية، يؤكد المسؤولون في البيت الأبيض على ضرورة أن تتيح الحكومة لمجتمع الأمن القومي “تجربة” هذه التقنيات من خلال مشاريع تجريبية. كما شددوا على أن الإطار الذي تم وضعه سيخضع لتحديثات مستمرة مع مرور الوقت لمواكبة التطورات التكنولوجية.
لكن من جهة أخرى، قد تواجه هذه الجهود تحديات سياسية في المستقبل. إذ تعهد المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، بإلغاء الأمر التنفيذي لبايدن بشأن سلامة الذكاء الاصطناعي في حال فوزه بالانتخابات القادمة.
يُظهر إصدار هذه المذكرة الجهود المستمرة من قبل البيت الأبيض لضمان أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم بطريقة مسؤولة وفعّالة لتعزيز الأمن القومي الأميركي، مع الحفاظ على القيم الأساسية للولايات المتحدة. ومع تسارع المنافسة التكنولوجية العالمية، لا سيما مع الصين، تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز دورها الريادي في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تبني سياسات تعزز الابتكار وتقلل من المخاطر الأمنية.