في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم الرقمي اليوم، أكدت البلوجر الشهيرة نوره فلاح القحطاني، المعروفة باسم “نورينا”، على التحول الجذري الذي يقوده الذكاء الاصطناعي في مجال وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضحت نورينا أن الذكاء الاصطناعي أصبح الآن أداة فعّالة تُستخدم لجمع وتحليل البيانات الضخمة، مما يساعد على استخراج الأنماط والاتجاهات التي تعزز من تجربة المستخدمين على هذه المنصات.
وأضافت نورينا أن التقنية الذكية لا تتوقف عند تحليل البيانات فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى تحسين تجربة المستخدم بشكل كبير من خلال دراسة سلوكياته واهتماماته، مما يؤدي إلى تقديم محتوى مخصص يتناسب مع تطلعاته الفردية. هذا التطور، بحسب نورينا، ساهم في تحسين تفاعل المستخدمين مع المحتوى بشكل فعّال.
تأثير الذكاء الاصطناعي على تجربة المستخدم وتحليل البيانات
في السنوات الأخيرة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تغييرات ملحوظة في كيفية تقديم المحتوى وتجربة المستخدم. بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت هذه المنصات قادرة على تحليل سلوك المستخدمين بشكل دقيق، مما يسمح بتقديم محتوى مخصص وإعلانات ذات صلة باهتماماتهم.
وأشارت نوره القحطاني إلى أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على تقنيات التعلم الآلي لتحليل التفاعلات المختلفة للمستخدمين من خلال التعليقات والإعجابات والمشاركات. هذا التحليل العميق يتيح للمنصات تقديم محتوى يتناسب مع اهتمامات كل مستخدم على حدة، مما يزيد من معدلات التفاعل ويعزز من تجربة المستخدم.
كما تمكنت هذه التقنيات من تحسين استهداف الإعلانات بشكل يجعلها أكثر فعالية، حيث يتم توجيه الإعلانات للمستخدمين الذين من المرجح أن يكونوا مهتمين بالمنتجات أو الخدمات المعروضة، مما يزيد من عائد الاستثمار للشركات والمعلنين.
تحديات الذكاء الاصطناعي: الخصوصية والمعلومات المضللة
على الرغم من الفوائد العديدة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لمنصات التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك العديد من التحديات والمخاوف التي يجب التعامل معها بحذر. وأوضحت نورينا أن أهم هذه التحديات هي الخصوصية، إذ يتطلب الاعتماد على الذكاء الاصطناعي جمع كميات هائلة من بيانات المستخدمين، مما يثير مخاوف متزايدة حول كيفية استخدام هذه البيانات وحمايتها.
من ناحية أخرى، أشارت نورينا إلى أن الذكاء الاصطناعي قد ينطوي على بعض الانحيازات التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير عادلة أو مضللة. بالإضافة إلى ذلك، هناك قلق كبير حول انتشار المعلومات الزائفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لنشر أو تعزيز الأخبار الكاذبة.
وأكدت نورينا في ختام حديثها على أن التحدي الأكبر يكمن في إيجاد توازن بين الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدمين وبين الحفاظ على الخصوصية وضمان عدم انتشار المعلومات المضلة. يجب على الشركات التقنية والمشرعين التعاون لوضع سياسات حماية صارمة تضمن خصوصية المستخدمين وتحافظ على مصداقية المعلومات.
لا شك أن الذكاء الاصطناعي أحدث تغييرًا كبيرًا في كيفية تفاعل المستخدمين مع منصات التواصل الاجتماعي. من تحسين تجربة المستخدم إلى تقديم إعلانات مستهدفة بدقة، أصبحت هذه التقنيات جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيات التواصل الرقمي. ومع ذلك، فإن التطورات السريعة في هذا المجال تأتي مع تحديات كبيرة مثل الخصوصية والمعلومات المضللة التي يجب معالجتها بحذر.
في الختام، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يمثل سلاحًا ذا حدين في عالم وسائل التواصل الاجتماعي. بينما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين تجربة المستخدمين وتحليل البيانات، يجب التعامل بحذر مع المخاطر المترتبة عليه، خاصة في ما يتعلق بالخصوصية والمعلومات المضللة.
المصدر: وكالة عمون