جدول المحتويات
في خطوة رائدة نحو تعزيز موقعها كقائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، أطلقت دبي مبادرتين هامتين: سياسة أمن الذكاء الاصطناعي في دبي وترخيص الذكاء الاصطناعي. تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز الثقة في حلول الذكاء الاصطناعي، دعم تطويرها، وحماية الإمارة من التهديدات السيبرانية. تتناول هذه المقالة دلالات هذه المبادرات، الرؤية وراءها، وكيفية توافقها مع الأهداف الاستراتيجية الأوسع لدبي.
سياسة أمن الذكاء الاصطناعي في دبي: خطوة نحو المرونة السيبرانية
فهم سياسة أمن الذكاء الاصطناعي
أطلق مركز دبي للأمن السيبراني سياسة أمن الذكاء الاصطناعي كإجراء استباقي لتعزيز الثقة في حلول الذكاء الاصطناعي. تُعَدُّ هذه السياسة خطوة محورية لحماية دبي من المخاطر السيبرانية المحتملة بينما تسرع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي. بحسب سعادة يوسف الشيباني، الرئيس التنفيذي للمركز، تُعد هذه السياسة تحولاً كبيراً في جهود المركز لتحقيق أهداف القيادة الرشيدة. تأتي هذه المبادرة تماشياً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتمكين الإمارات من الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031.
التوافق مع الرؤية الاستراتيجية لدبي
لا تُعتبر سياسة أمن الذكاء الاصطناعي جهدًا منعزلًا، بل هي جزء من استراتيجية أوسع تشمل خطة دبي السنوية واستراتيجية دبي الاقتصادية “D33″، التي تستهدف مضاعفة حجم الاقتصاد خلال العقد المقبل. تعكس هذه السياسة التزام المركز بتسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وضمان نشرها الآمن عبر مختلف القطاعات.
تعزيز الأمن السيبراني والتعاون بين القطاعين العام والخاص
أكّد سعادة عامر شرف، المدير التنفيذي لأنظمة وخدمات الأمن السيبراني، على أن هذه السياسة تمثل إضافة قيمة إلى مبادرات المركز الهادفة إلى تعزيز الأمن السيبراني. وتهدف إلى تمكين دبي كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي من خلال حماية الابتكارات من التهديدات الإلكترونية وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص.
المشاركة العالمية وريادة الابتكار
جذب حفل إطلاق السياسة، الذي أقيم في مدينة جميرا، أكثر من 5000 قائد أعمال ومستثمر من 100 دولة. يؤكد هذا التجمع على الجهود المستمرة لجعل دبي مركزًا عالميًا للابتكار الرقمي. لقد اعترف قادة الأعمال الدوليون بنجاح الإمارات في ترسيخ مكانتها كعاصمة للذكاء الاصطناعي والإبداع والتكنولوجيا.
ترخيص الذكاء الاصطناعي و”الذكاء الاصطناعي كخدمة”: الريادة في حلول الذكاء الاصطناعي
تقديم ترخيص الذكاء الاصطناعي
أطلق مركز دبي المالي العالمي مبادرتين مبتكرتين خلال النسخة الأولى من “مهرجان دبي للذكاء الاصطناعي والويب 3″: ترخيص الذكاء الاصطناعي و”الذكاء الاصطناعي كخدمة”. يهدف ترخيص الذكاء الاصطناعي، الأول من نوعه، إلى جذب المزيد من الشركات إلى دبي، بعد نجاح ترخيص الابتكار في مركز دبي المالي العالمي الذي جلب أكثر من 1100 شركة إلى المركز.
الذكاء الاصطناعي كخدمة”: عصر جديد من الابتكار
يمثل “الذكاء الاصطناعي كخدمة” عرضًا مبتكرًا يوفر منصة للشركات لتقييم جاهزيتها لتبني الذكاء الاصطناعي. تساعد هذه الخدمة الشركات في تحديد الفرص، تقديم التوصيات، تطوير الاستراتيجيات، وتنفيذها بفعالية. أعلن عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، عن هذه المبادرات، مؤكدًا التزام المركز بدعم النمو الاقتصادي القوي من خلال التقنيات المتقدمة.
تعزيز نمو الذكاء الاصطناعي والشراكات الاستراتيجية
أكد أميري على الدور المحوري الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الصناعات والاقتصادات العالمية. لتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة للاستثمار في البحث والتطوير، مواجهة التحديات المعقدة، والاعتراف بأهمية الكفاءة وتقليل الأخطاء في عمليات اتخاذ القرار.
بناء نظام بيئي مزدهر للذكاء الاصطناعي
يلتزم مركز دبي المالي العالمي بتوفير أفضل المنصات للذكاء الاصطناعي وتسهيل الوصول إلى الشركاء المناسبين. أشار أميري إلى ثقافة الابتكار في المركز كأساس لبناء أكبر نظام بيئي للتقنيات الناشئة في المنطقة. وصل مركز دبي المالي العالمي لدعمه التحول الرقمي واعتماد الذكاء الاصطناعي إلى إطلاق “حرم دبي للذكاء الاصطناعي”، الذي يُعتبر أكبر تجمع لشركات الذكاء الاصطناعي والويب 3 في العالم.
يمثل إطلاق دبي لسياسة أمن الذكاء الاصطناعي وترخيص الذكاء الاصطناعي خطوة ملحوظة نحو تعزيز مكانتها كقائد عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. تعزز هذه المبادرات الإطار الأمني السيبراني للإمارة وتحفز الابتكار والتعاون بين القطاعين العام والخاص. مع استمرار دبي في جذب الانتباه والاستثمارات العالمية، فإن هذه التحركات الاستراتيجية تتصاعد لتسرع رحلة الإمارة نحو أن تصبح محورًا رائدًا للابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي. بحلول عام 2031، تهدف دبي إلى ترسيخ مكانتها كمبادرة في مشهد الذكاء الاصطناعي، مما يدفع بالنمو الاقتصادي والتقدم التكنولوجي على نطاق عالمي.
المصدر : وام