في عصر يشهد تغيرًا تقنيًا يعيد تشكيل الصناعات عالميًا، تقف جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في طليعة الابتكار. بتركيز مخصص على الذكاء الاصطناعي والمعلوماتية الحيوية والأمن السيبراني، لا تهيئ كاوست الطلاب للمستقبل فحسب؛ بل تساهم بشكل فعال في تشكيله. ومن خلال سلسلة من المبادرات الاستراتيجية والشراكات، تخلق الجامعة بيئة تنمو فيها الأبحاث والتعليم المتقدم، لتضمن أن تظل المملكة العربية السعودية رائدة في التطوير التكنولوجي.
ابتكارات رائدة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في كاوست
في خطوة بارزة تعكس التزامها بالبحث المتقدم والتعليم الشامل، أطلقت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) 67 مشروعًا رائدًا في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي والمعلوماتية الحيوية والأمن السيبراني. تتماشى هذه المبادرة الطموحة مع رؤية المملكة 2030 عبر رعاية جيل مجهز بمهارات متقدمة ومعرفة شاملة لمواجهة تحديات المستقبل. تبرز الاستراتيجية الطموحة للجامعة التزامها بتقديم تعليم عالمي المستوى والاستفادة من التقنية المتقدمة لتنمية المواهب الوطنية.
تتجلى المقاربة المميزة للجامعة من خلال برنامج تدريب أكاديمية كاوست، الذي احتفل مؤخرًا بتخريج الدفعة الثانية في عام 2024. وقد قدم هذا البرنامج المبتكر دورات افتراضية لأكثر من 7,000 طالب من الجامعات السعودية خلال مرحلته الأولى، مع مراحل لاحقة توفر تدريباً مكثفاً شخصياً لأكثر من 2,800 مشارك. وفي مرحلته النهائية، تم اختيار 200 طالب متميز للمنح الدراسية المحلية والدولية، بشراكات مع مؤسسات مرموقة مثل جامعة غلاسكو وجامعة أكسفورد وجامعة تورنتو.
شراكات استراتيجية وتفوق تعليمي
يعزز نجاح كاوست في هذه المبادرات شراكاتها الاستراتيجية مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني ونيوم والعديد من الكيانات الخاصة. تهدف هذه الشراكات إلى تمكين الطلاب بمهارات متقدمة ضرورية لتطوير الأبحاث والمشاريع المبتكرة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والمعلوماتية الحيوية والأمن السيبراني. يُعد برنامج التدريب نموذجًا لتفاني كاوست في توفير فرص تعليمية رائدة لطلاب الجامعات السعودية، مما يضعها كقائد في المنطقة.
أكد الدكتور سلطان البركاتي، المدير العام لأكاديمية كاوست، على دور الأكاديمية في تعزيز الشراكات مع المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء المملكة. وبيّن أن أكاديمية كاوست تعمل كمنصة تعلم مستمرة لتحسين المهارات التقنية في سوق العمل، وتحضير كادر سعودي ماهر من خلال برامج تدريبية مخصصة لطلاب الجامعات والمهنين في المراحل المبكرة. تقدم هذه البرامج دورات قصيرة مكثفة في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وعلوم البيانات، إلى جانب مجموعة متنوعة من الدورات والشهادات، والدبلومات، والدورات الجزئية في درجة الماجستير.
يمثل التزام كاوست بتطوير البحث والتعليم في الذكاء الاصطناعي والمجالات ذات الصلة دليلاً على رؤيتها لتحضير قوة عاملة ماهرة تستجيب لمتطلبات المستقبل. من خلال إطلاق 67 مشروعًا والتعاون مع مؤسسات عالمية رائدة، تضع كاوست معيارًا للتميز التعليمي والابتكاري. تسهم هذه الجهود ليس فقط في رؤية السعودية 2030 ولكن أيضًا في وضع الجامعة كلاعب رئيسي في المشهد التكنولوجي العالمي. ومع استمرار كاوست في احتضان المواهب ودفع البحث، تساهم بشكل ملحوظ في تطوير الوطن، مما يضمن مستقبلاً متقدمًا تقنيًا ومزدهرًا للمملكة العربية السعودية.
المصدر: واس