تواصل شركة بايت دانس، العملاق التقني وراء تطبيق تيك توك، تحقيق تقدم ملحوظ في مجال الذكاء الاصطناعي مع إطلاق تطبيقها الجديد لتحويل النصوص إلى فيديوهات، والذي يحمل اسم “جيمينغ AI”. هذا التطبيق المتاح حصرياً في الصين حالياً، يمتلك القدرة على منافسة أدوات إنشاء الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي الأخرى، مثل “سورا” من شركة OpenAI.
يمكن للمستخدمين بواسطة “جيمينغ AI” إنشاء فيديوهات قصيرة من خلال إدخال نصوص، وهي ميزة قد تحدث ثورة في مجالات الترفيه والتسويق والتعليم وغيرها. وعلى عكس العديد من أدوات الفيديو بالذكاء الاصطناعي الأخرى، يعالج “جيمينغ” النصوص المكتوبة باللغة الصينية، مما يجعله مناسباً بشكل خاص للسوق المحلي. كما يتضمن التطبيق مولداً للصور من النصوص بالذكاء الاصطناعي، مما يعزز من تنوعه.
يتوفر “جيمينغ AI” حالياً للتنزيل على منصتي أندرويد وiOS داخل الصين. وعلى الرغم من هذه القيود، فإنها تتيح لبايت دانس الوصول إلى قاعدة مستخدمين ضخمة محتملة. ورغم عدم وجود تكامل مباشر مع تيك توك حتى الآن، فإن الفيديوهات التي يتم إنشاؤها بواسطة “جيمينغ” تأتي بتنسيق مثالي لمنصة التواصل الاجتماعي، مما يشير إلى إمكانيات تكامل مستقبلية. يمكن للمستخدمين في الصين الاشتراك في الخدمة، وإنشاء ما يصل إلى 168 فيديو أو 2050 صورة شهرياً مقابل 69 يوان (9.65 دولار أمريكي) شهرياً، مع توفر خيارات تسعير أخرى.
يستعرض موقع “جيمينغ AI” مجموعة متنوعة من أساليب الفيديو، تتراوح بين الكرتونية والواقعية. ومن الأمثلة البارزة “فريق الباندا الوطني”، حيث تصور الفيديوهات التي تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي باندا باسم “هواهوا” تشارك في أولمبياد باريس. هذه التطبيقات الإبداعية تسلط الضوء على إمكانيات المنصة في سرد القصص وإنشاء المحتوى.
توسيع الآفاق في تكنولوجيا الفيديو بالذكاء الاصطناعي
تعكس الاهتمامات المتزايدة بإنشاء الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي وفرة الخيارات التي تظهر من المطورين الجدد والمخضرمين في هذا المجال. حظي تطبيق “سورا” من شركة OpenAI باهتمام كبير عند الإعلان عنه، خاصة بمشاركته في مشاريع تجارية مثل الفيلم القصير الأخير لمتاجر Toys”R”Us. وعلى الرغم من قدراته المذهلة، فإن “سورا” لم يصبح متاحاً للعامة بعد، مما يخلق نافذة من الفرص للعلامات التجارية الأخرى مثل “رانواي” و”ميدجورني”.
ولم تكن “جيمينغ” وحدها في السوق الصينية؛ فهناك العديد من الشركات الناشئة التي تستكشف تقنيات مماثلة. تقدم شركة “كوايشو”، وهي مزود بارز للمحتوى الرقمي، نموذج “كلينغ AI” لتحويل النصوص إلى فيديو والمتاح على مستوى العالم، مما يجعله أكثر وصولاً لجمهور أوسع.
بالنسبة لبايت دانس، يمثل إطلاق “جيمينغ AI” خطوة استراتيجية لتوطيد مكانتها في تكنولوجيا المستهلكين. هذه الابتكار يعزز أيضاً من هيمنة تيك توك في مجال خدمات الفيديو الاجتماعي. ومع تطور هذه التقنيات، من المتوقع أن تصبح شائعة بشكل كبير، تماماً كما هو الحال مع الفلاتر الفيديو والفوتوغرافية التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، تواجه بايت دانس تحديات كبيرة، خصوصاً في السوق الأمريكية، حيث تواجه معارك قانونية لتجنب البيع القسري لتطبيق تيك توك. هذه العقبات الجيوسياسية قد تحد من الانتشار العالمي لتطبيق “جيمينغ AI” على الرغم من إمكانياته الهائلة.
مستقبل إنشاء المحتوى بواسطة الذكاء الاصطناعي
يتطور مجال إنشاء الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي بسرعة، مع شركات مثل بايت دانس التي تقود الدفة. ومع اكتساب “جيمينغ AI” والمنصات المماثلة زخماً، نتوقع رؤية زيادة في المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات. تعد هذه التكنولوجيا بجعل إنشاء المحتوى أكثر ديمقراطية، مما يتيح الوصول إلى جمهور أوسع ويعزز أشكال جديدة من الإبداع والتعبير.