جدول المحتويات
برزت مؤخراً معضلة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI) تثير العديد من التساؤلات بشأن فعالية وقبول النصائح الطبية المقدمة من روبوتات الدردشة. وفقاً لما نقلته وكالة آنا الإخبارية، يميل العديد من الأشخاص إلى البحث عبر الإنترنت فور ظهور أية مشكلة صحية، مستفيدين من الابتكارات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي للوصول إلى المشورة الطبية دون الحاجة لزيارة الأطباء المتخصصين.
أحد أبرز تلك الأدوات هو تطبيق ChatGPT، الذي يتيح للمستخدمين الوصول الفوري إلى المعلومات الطبية. ومع ذلك، هناك توجس متزايد بشأن مدى موثوقية هذه الاستشارات الرقمية. بينما ركزت الأبحاث السابقة على تقييم أداء هذه التطبيقات، يسعى بحث حديث إلى فهم تأثير هذه الأدوات على المستخدمين من خلال دراسة تجريبية أجرتها جامعتي فورتسبورغ وكامبردج بالتعاون مع شركة فايزر فارما.
الدراسة ومحدداتها
شارك في الدراسة حوالي 2500 متطوع طُلب منهم تقييم مدى ثقتهم بمصادر مختلفة للنصائح الطبية: الذكاء الاصطناعي وحده، طبيب بشري وحده، ومزيج من الاثنين. النتائج كانت صادمة؛ حيث تبين أن النصائح الطبية المقدمة من الذكاء الاصطناعي أو التي يشارك فيها بشكل جزئي كانت أقل قبولاً، وأقل تعاطفاً مقارنة بالنصائح البشرية.
وأضاف موريتز ريس، الباحث في جامعة فورتسبروغ والمشارك في الدراسة، لمجلة “دير شبيغل” الألمانية أنّ “المسألة تتجاوز القدرات التقنية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لتصل إلى كيفية استخدامها من جانب المرضى”. وأكد على ضرورة التثقيف بالذكاء الاصطناعي لتعزيز تقبل المرضى لهذه التقنيات المستقبلية.
تحليل النتائج
تشير النتائج إلى وجود تحيز واضح ضد الاستشارات الطبية المقدمة من الذكاء الاصطناعي. ويعود السبب في ذلك إلى انعدام الثقة والشكوك حول قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم نصيحة متعاطفة وشخصية. وأوضح الباحثون أن للثقة دوراً حيوياً في تقبل التكنولوجيا في المجال الطبي، حيث هناك حاجة ملحة لتوعية المرضى وتثقيفهم حول دور الذكاء الاصطناعي وكيفية عمله.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب
من الواضح أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطب ليس مقتصراً على الإمكانيات التقنية فحسب، بل يتطلب أيضاً بناء الثقة بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية. وأكد ريس على أهمية أن يحظى الأطباء البشريون بسلطة اتخاذ القرار الأخير، ما يعزز الثقة ويضمن التفاعلات البشرية الضرورية في مجال الرعاية الصحية.
الخلاصة
في ظل التقدم التقني المستمر، تظل التحديات المتعلقة بالثقة والتقبل البشري للذكاء الاصطناعي من أكبر العقبات أمام دمج هذه التقنيات في الرعاية الصحية. وتسلط الدراسة الضوء على الحاجة الماسة لبرامج توعية شاملة لتحسين فهم المرضى للذكاء الاصطناعي وتطمينهم حول دوره كمساعد، وليس بديلاً، للمعرفة والخبرة البشرية.