شهدت فعالية الذكاء الاصطناعي في دبي، التي نظمها مركز دبي للاستخدامات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع البرنامج الوطني للاستخدامات الذكاء الاصطناعي، أكبر تجمع عالمي لتبني تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي. تمّ من خلال هذه الفعالية استعراض فرص “ساندبوكس دبي” الذي يهدف إلى تمكين المبتكرين ورواد الأفكار الإبداعية وشركات التكنولوجيا من تصميم وتطوير واختبار تقنيات المستقبل وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في دبي، وذلك بالاستفادة من البيئة الحيوية المتكاملة والمتطورة التي توفرها دبي كمركز داعم للابتكار وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التصميم المستقبلي حول العالم.
“ساندبوكس دبي” تمكن المبتكرين في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كمبادرة جديدة تؤكد على قدرة دبي على أن تكون مختبرًا مفتوحًا لشركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، وذلك بما تتمتع به من بيئة وبنية تحتية وتشريعية داعمة، وهذا خلال إعلان سام آلتمان رئيس شركة “أوبن أيه آي” خلال أحداث القمة العالمية للحكومات 2024.
وقد أكد مؤسسو ورؤساء شركات مليارية المشاركون في جلسة حوارية رئيسية بعنوان “دور الحكومات في تسريع تبني الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير تشريعات وسياسات فعالة”، التي نظمت ضمن “خلوة الذكاء الاصطناعي”، أن مشروع “ساندبوكس دبي” يقدم آفاقاً مستقبلية، مشيرين إلى أن دبي هي اليوم أكثر الأماكن استعداداً لاختبار التقنيات المبتكرة واستضافة المبتكرين من جميع أنحاء العالم.
ناقش رود سليماني، قائد السياسات والشراكات في الشرق الأوسط في شركة “أوبن أيه آي”، ونيك بريتيجون، رئيس قسم الهندسة في “بالانتير”، وكريم بقير، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “إنستاديب”، خلال مشاركتهم في الندوة التي أدارها خليفة القامة، مدير مختبرات دبي للمستقبل ومدير “ساندبوكس دبي”، حول دور الحكومات في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى أهمية إنشاء بيئة تنظيمية للسياسات التجريبية والمبادرات اللازمة لتعزيز الابتكار. وتم التطرق أيضًا إلى دور الاستراتيجيات الاستباقية في تشكيل السياسات واللوائح التمكينية والمرنة.
في بداية الاجتماع، أكدت القيادة أن دبي تتبنى استراتيجية فعالة للاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي الهائلة، حيث تسعى لتعزيز التعاون مع جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الجهات الأكاديمية والقطاع الخاص. تهدف دبي من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية إلى تطوير قوانين وتشريعات مبتكرة قابلة للتكيف مع التطورات، وضمان استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي.
ناقشت الجلسة خطى دبي الأولى في رحلة تعزيز مكانتها العالمية كمركز لتقنية “ساند بوكس” واستعرضت سياسات الذكاء الاصطناعي في دبي وسُبُل تطويرها، بالإضافة إلى الإجراءات التنظيمية المستقبلية في قطاع الذكاء الاصطناعي، وتحفيز الشركات على الاستفادة من تقنية “ساند بوكس” في المشاريع والابتكارات المستقبلية.
أشار الخبراء إلى أن خطة دبي السنوية تركز على تعزيز دور القطاع الخاص في توسيع استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، من خلال إطلاق حاضنة دبي لشركات الذكاء الاصطناعي والويب من الجيل الثالث، وإنشاء رخصة دبي التجارية للذكاء الاصطناعي، وتوفير خطة متكاملة وحوافز لقطاع مراكز البيانات الأساسي للاقتصاد الرقمي.
قال كريم بقير إن النماذج اللغوية الكبرى في التعلم الآلي تساعد البشرية في تعزيز الشراكات بين القطاعين الصحي الحكومي والخاص من أجل تحقيق ابتكارات طبية غير مسبوقة مثل اللقاحات للسرطانات والأدوية والعلاجات المخصصة للحالات الطبية المختلفة. وأشار إلى أن تقدمنا في مجال الذكاء الاصطناعي كان سريعًا ومستقبلنا يبدو أفضل وأكثر سرعة.
من وجهة نظره، رأى نيك بريتجون أن الذكاء الاصطناعي يفتح الباب أمام الابتكار للجميع، وأن الحكومات لها دور تمكيني في تبني تطبيقاته وتدريب الكوادر عليها. وأشار إلى أهمية قدرات ومهارات هندسة وتصميم أوامر الذكاء الاصطناعي في تحقيق النتائج الأمثل لاستخداماته، مؤكدًا على أهمية تأهيل الكفاءات في مجالات الذكاء الاصطناعي، مما يعكس إيجابيا على مسارات التنمية المختلفة.
أكد رود سليماني أن الفترة القادمة ستشهد تداخلا بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لابتكار حلول جديدة في القطاعين العام والخاص. وأشار إلى أن البيانات المفتوحة ستلعب دورا مهما، خاصة مع دعم الحكومة، في تطوير نماذج التعلم الآلي بسرعة كبيرة.
وافق المشاركون في فعاليات “خلوة الذكاء الاصطناعي”، الذين يمثلون الشركات المليارية، على أهمية توفر بيئة داعمة وممكنة لتطوير واختبار تطبيقات الذكاء الاصطناعي. يشيرون إلى أن هذا سيعزز استخدامها وانتشارها، كما سيعزز فوائدها وتأثيراتها الإيجابية على المجتمعات والاقتصادات. وأكدوا أن دبي تقدم الريادة العالمية في توفير بيئة ملائمة للابتكارات والاستثمارات الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن “ساندبوكس دبي” يساهم في تعزيز مكانة دبي كقطب للاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط.
يهدف مشروع “ساندبوكس دبي” إلى دعم المشاريع الواعدة والمبتكرة في مجالات مختلفة، خاصة في تكنولوجيا المستقبل والذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية. ويسعى المشروع إلى خلق بيئة تشجيعية لتطوير تقنيات جديدة تسهم في تحسين جودة الحياة وتوفير فرص مستقبلية للشباب. يتضمن المشروع حاضنة للمشاريع الناشئة والأفكار الإبداعية في مجالات الذكاء الاصطناعي لتوسيع استخداماتها المتنوعة.