أكد وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، معالي عمر سلطان العلماء، على أهمية توسيع دائرة الحوارات الخاصة بدراسة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على القطاعات الحيوية وتطويرها بشكل جذري. هذا يأتي في إطار جهود دولة الإمارات لدمج الذكاء الاصطناعي في مناهج العمل ومجالات الحياة بهدف صناعة مستقبل مبهر. تحدث معاليه خلال افتتاح إحدى جلسات سلسلة المجالس حول الذكاء الاصطناعي، التي تناولت استخدامه في تطوير الرعاية الصحية. تمت هذه المبادرة بالتعاون بين الحكومة والقطاع الأكاديمي والقطاع الخاص، بهدف بناء فرص ومواجهة تحديات تطوير الذكاء الاصطناعي وتعزيز جودة حياة المجتمع بشكل عام.
تمحورت الجلسة ضمن سلسلة مجالس الذكاء الاصطناعي حول استكشاف آفاق جديدة في مجال الرعاية الصحية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، حيث تم عقد جلسة حوارية شارك فيها عدد من الخبراء في هذا المجال، بما في ذلك سعادة الدكتور أمين حسين الأميري وسكوت بينبيرثي من شركة “جوجل”. تم خلال الجلسة مناقشة كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة الرعاية الصحية وتأثيره الإيجابي على مستقبل الرعاية الصحية. كما تم تسليط الضوء على أهمية التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لتطوير حلول مبتكرة تعتمد على القدرات التحويلية للذكاء الاصطناعي لتحقيق تطور في مجال الرعاية الصحية.
وفي سياق متصل، أشار الدكتور أمين حسين الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنظيم الصحي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إلى أن دمج التكنولوجيا الذكية في مجال الرعاية الصحية يمكن أن يحسن بشكل شامل الخدمات الطبية، من التشخيص إلى التخطيط لعلاج المرضى وتسهيل الإجراءات الإدارية، مما يؤدي إلى تحسين تجربة المرضى وتعزيز كفاءة وجودة الرعاية الصحية بشكل سريع ودقيق، ويعزز الذكاء الاصطناعي البرامج العامة للصحة والوقاية، ويسهم في مراقبة ومكافحة الأوبئة بكفاءة.
وأشار إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع قامت بالعمل بالتعاون مع وزارة الذكاء الاصطناعي على إطلاق تقنية الذكاء الاصطناعي لاكتشاف مرض السل في فحوصات اللياقة الطبية منذ عام 2018، وتم بعد ذلك استخدام تقنيات متعددة للكشف عن أمراض أخرى مثل سرطان الثدي وأمراض القلب. هذا يساعد على اتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية مبكرة لتحسين جودة حياة المرضى.
تُعَدُّ الإمارات العربية المتحدة من بَين البلدان الأكثر جَهوزيةً لاستخدام وتطوير الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي؛ حيث عمِلَتْ على ربْط البيانات الصحية وتخزينها على السحابة الإلكترونية من خلال برامج السجلات الطبية الإلكترونية.
تستخدم وزارة الصحة ووقاية المجتمع هذه التقنية لتحسين خدماتها وإرضاء المتعاملين بها. يتم الآن العمل على مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تهدف إلى تحسين تقديم الخدمات بالتطوير والتحسين، على سبيل المثال يتم تطوير برنامج لقراءة مخططات الهندسة للمنشآت الصحية ومقارنتها بالمعايير المعتمدة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.
تعمل وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتعاون مع الهيئات الصحية في الدولة على إصدار التشريعات والمعايير الضرورية لتنظيم استخدام هذه الحلول بشكل مسؤول، بهدف ضمان سلامتها واستخدامها السليم، وحماية بيانات المرضى الصحية الشخصية.
أشار الدكتور سكوت بينبيرثي، مدير الذكاء الاصطناعي التطبيقي في مكتب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في “غوغل”، إلى إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق ثورة في مجال الرعاية الصحية من خلال استخدام ودعم بيانات “النانو” الدقيقة التي يتم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي. كما أثنى على دور مجالس الذكاء الاصطناعي في جمع أفضل العقول في هذا المجال وتنسيق الجهود لرؤية مستقبل هذه القطاعات.
تركز جلسات الذكاء الاصطناعي على عدة أهداف تتعلق بتطوير البنية التحتية المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتوفير الدعم المعرفي، بما في ذلك استضافة خبراء عالميين لمناقشة مواضيع رئيسية مثل التكنولوجيا المستقبلية ومستقبل العمل والاستدامة والتعليم والرعاية الصحية وغيرها من القطاعات الحيوية التي تركز على الإنسان.