أصبح الذكاء الاصطناعي حقيقة ملموسة الآن، ويشعر الكثيرون بتأثير استخدامه في حياتنا اليومية. ولكن يبدو أن النسخة الأكثر قوة منه لم تُطور بعد.
ذكرت صحيفة “صن” البريطانية، يوم الاثنين، أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرات فائقة تتجاوز قدرات البشر، ومع ذلك، سيشكل خطراً على الأمن القومي للدول. وأوضح عالم المستقبليات، راي كورزيل، أنه يتوقع ظهور ظاهرة “التفرد” بحلول عام 2045، وهي تعني أن الذكاء الاصطناعي سيصبح ذكاءً خارقاً يفوق قدرات البشر.
وأشار إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ستصبح واعية لنفسها، مما قد يجعل البشر يواجهون خيار الاندماج مع التكنولوجيا أو المخاطرة بالتخلف. ووفقًا لصحيفة “صن”، تكون توقعات كورزيل عادة دقيقة، حيث كانت نسبة دقة توقعاته 86 بالمئة من بين 147 توقعًا منذ التسعينيات. ولقد أصبح الفصل بين البشر والتكنولوجيا غير واضح لعدة سنوات، فمثلاً أصبحت السيارات مشابهة للحواسيب الضخمة التي تسير على العجلات، وأصبحت الروبوتات النسائية حقيقة ملموسة.
ويتوقع أن يكون عالم المستقبل مختلفًا بشكل جذري عن العالم الحالي، ومع ظهور أنظمة الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، يفترض البعض حدوث ظاهرة التفرد قبل نهاية هذا العقد.
وتشدد عالمة المستقبليات والمديرة التنفيذية لمعهد “الغد اليوم” في الولايات المتحدة، ميلاني سوبين، على أن التفرد يرتكز على الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الخارق الذي يتجاوز قدرات البشر، سواء عقليًا أو إبداعيًا.
وتعتقد أنه في العقود القادمة يجب إعادة تقييم مساهمة البشر في إنتاج القيمة الاقتصادية، خاصة إذا أصبحت الآلات أكثر فعالية في مختلف المجالات. وتشغل المخاوف الباحثين هو ابتكار أنظمة ذكاء اصطناعي خارقة والتحكم فيها من قبل الدول بشكل أساسي.
وبحسب الخبيرة الأميركية، فإن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي في بعض الدول قد يؤدي إلى استخدامها في تطبيقات محددة مثل المخابرات العسكرية، مما يشكل خطرًا على الأمن القومي أو الغذائي، وعلى البنية التحتية الحيوية مثل شبكات الكهرباء.
وأوضحت أن هناك سباقًا تنافسيًا يشارك فيه الشركات “بدون ضمير” لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي رائدة، حيث تتفوق المؤسسات الكبرى بسبب الموارد الكبيرة التي تخصصها لهذه البرامج.
وأضافت أن الوصول إلى هذه الأنظمة سيكون له دور محوري في تحديد مكانة الدول والشركات في التأثير على المستقبل.