للمرة الأولى في التاريخ، تمكن العلماء من إعادة إحياء أغنية كلاسيكية لفرقة روك مشهورة بالاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في الذكاء الاصطناعي، بناءً على تقرير نُشر في صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية.
ظهرت فرقة الأغاني “بينك فلويد” الكلاسيكية من مكبرات الصوت في مختبر علم الأعصاب في جامعة كاليفورنيا “بيركلي”. وعلى الرغم من غموض الإيقاعات والكلمات، إلا أنه يمكن التعرف عليها.
وكانت الأغنية التي تم بثها ليست تسجيلًا لفرقة الروك، بل تم إبداعها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل موجات الدماغ للأشخاص الذين يستمعون إليها.
وتشير الدراسة المنشورة في مجلة “جورنالز.بلوس” إلى أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح قادراً بما فيه الكفاية على إعادة بناء جزء من الأغاني.
وتدعم نتائج هذه الدراسة العلماء الذين يسعون لفهم كيفية استجابة الدماغ للموسيقى، وتساعد أيضًا الخبراء في التكنولوجيا العصبية الذين يهدفون إلى مساعدة الأشخاص الذين يعانون من “ضرر عصبي شديد” في التواصل من خلال واجهات بين الدماغ والحاسوب بشكل أكثر طبيعية، سواء كانوا يتحدثون أو يغنون.
يُطلق على التلف العصبي أيضًا اسم “اعتلال الأعصاب الطرفية”، ويحدث نتيجة عدة أسباب مختلفة مثل الإصابة بمرض السكري وتناول المشروبات الكحولية بشكل مستمر والتعرض لبعض المواد الضارة وقصور في أنواع محددة من فيتامين بي والإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة، وفقًا لموقع “مايو كلينك”.
خلال الدراسة، تعرف العلماء على المناطق في الدماغ المسؤولة عن القدرة على استشعار الإيقاع، وتبين لهم أن بعض أجزاء القشرة السمعية الواقعة خلف الأذن وفوقها مباشرة تستجيب في بداية الصوت، في حين يستجيب الأجزاء الأخرى لـ”الغناء المستمر”.
تميل الأجهزة المستخدمة لمساعدة الأشخاص على التواصل عندما يكونون غير قادرين على الكلام إلى “نطق الكلمات بشكل متتالي”. بالمقابل، تتمتع الجمل التي تنتجها الذكاء الاصطناعي بـ “جودة روبوتية”، تشبه طريقة حديث الفيزيائي الراحل ستيفن هوكينغ باستخدام “جهاز توليد الكلام”.
ويرى الباحثون في جامعة بيركلي أن تكنولوجيا قراءة الدماغ يمكن أن تصل إلى حد يجعلها قادرة على “فك تشفير الأفكار المتعلقة بالموسيقى”.
من الممكن بعد ذلك أن نتصوّر الموسيقى أو نؤلفها، وننقل المعلومات الموسيقية ونستمع لها عبر مكبرات الصوت الخارجية، وفقًا لصحيفة “فايننشال تايمز”.