أعلن المعهد العالمي الرائد في مجال البحث العلمي، معهد الابتكار التكنولوجي، الذي يعتبر أحد أعمدة الأبحاث التطبيقية التابعة لمجلس البحوث في التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، عن إطلاق الإصدار الثاني من نموذجه اللغوي الكبير بمسمى فالكون 2 اليوم.
يحتوي الفالكون 2 على اثنتين من النسخ المتطورة؛ النموذج اللغوي الكبير لـ فالكون 2 11 بي، الذي يعمل بكفاءة أكبر ومدرب على 5.5 تريليون رمز توكن و 11 مليار عامل متغير، والنسخة الثانية لفالكون 2 11 بي (في أل أم)، التي تتميز بميزة “رؤية إلى اللغة” التي تسمح بتحويل الإدخالات المرئية إلى مخرجات نصية بكفاءة عالية.
يشير إلى أن كل من الطرازين يحتويان على خاصية التشغيل بعدة لغات.
يعتبر نموذج فالكون 2 11 بي (في إل إم) الأول من نوعه الذي تم إطلاقه من قبل معهد الابتكار التكنولوجي كنموذج متعدد الوسائط، وهو النموذج الوحيد في السوق الذي يستطيع تحويل الصور المرئية إلى نصوص مكتوبة، وهذا يعد تقدما مهما في مجال ابتكارات الذكاء الاصطناعي.
تمت مقارنة أداء فالكون 2 11 بي مع عدة نماذج أخرى من الذكاء الاصطناعي في نفس الفئة، وأظهر أداءً يتفوق على نموذج لاما 3 الجديد من شركة ميتا بفارق 8 مليارات معامل متغير. كما حقق أداءً يقترب من نموذج جيما 7 بي من جوجل. هذه النتائج مأخوذة من قائمة Hugging Face، التي تعتبر منصة رائدة عالمياً تستخدم أدوات تقييم موضوعية وتصمم قوائم تقييم للنماذج اللغوية الكبيرة مفتوحة المصدر.
يعتبر إصدار فالكون 2 11 بي و11 بي (في إل إم) على حد سواء مفتوح المصدر، بهدف تمكين المطورين في جميع أنحاء العالم من الوصول والاستفادة بشكل غير محدود.
من المقرر قريبا التوسع والتطوير في الجيل القادم من نماذج فالكون 2 لتقديم مجموعة متنوعة من الأحجام والنطاقات.
ستتم تعزيز هذه النماذج بتقنيات التعلم الآلي المتطورة مثل نظام “مزيج الخبراء” (MoE) الذي يهدف إلى تحسين الأداء إلى مستويات أعلى.
يجدر بالذكر أن جميع أنماط الذكاء الاصطناعي التي تم تطويرها من قبل معهد الابتكار التكنولوجي حظيت بتصنيفات عالية على مستوى العالم، وتُعتبر من أفضل النماذج اللغوية ذات المصدر المفتوح.
من المتوقع أن تمنح نماذج فالكون 2 11 بي الجديدة والمتطورة القدرة على تلبية الاحتياجات السوقية بشكل أفضل، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي المتقدم بشكل مستمر.
تم تحسين نماذج فالكون 2 11 بي لتكون قادرة على العمل بلغات متعددة، فهي تتفاعل بسهولة مع المهام باللغات الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الألمانية، البرتغالية ولغات أخرى، مما يعزز تنوعها ويزيد من كفاءتها في مختلف السيناريوهات.
بالنسبة لـ كون 2؛ فهو يتضمن نظام “الرؤية إلى اللغة” الذي يمكنه تحديد وتحليل الصور المرئية لتقديم مجموعة واسعة من التطبيقات في مختلف القطاعات. سواء كانت في مجالات الرعاية الصحية والمالية والتجارة الإلكترونية والتعليم والقانون، حيث يمكن استخدامه لإدارة الوثائق والأرشفة الرقمية ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وغيرها من الاستخدامات المفيدة.
يمكن تشغيل هذه النماذج بكفاءة على جهاز معالجة رسومية واحد، مما يجعلها سهلة التطوير والنشر والاندماج في الأجهزة الصغيرة مثل الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الصغيرة.
قال السيد فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة ومستشار شؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة لرئيس الإمارات العربية المتحدة، إن نموذج فالكون 2 11 بي هو الإصدار الأول ضمن سلسلة نماذج فالكون 2. على الرغم من تميز أداء نموذج فالكون 2 11 بي، أعرب عن التزامه بتطوير النماذج بصورة مفتوحة المصدر وتحقيق أهداف مؤسسة فالكون.
من المتوقع أن يتم تطوير نماذج جديدة متعددة الوسائط وإدخالها إلى السوق بأحجام مختلفة قريبا، بهدف تمكين المطورين والمؤسسات من تعزيز خصوصيتها والوصول إلى أحد أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي لتحسين استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
قال الدكتور حكيم حسيد، المدير التنفيذي ورئيس قسم الأبحاث بالإنابة في وحدة الذكاء الاصطناعي في معهد الابتكار التكنولوجي، إنه في هذا المجال الذي يتميز بسرعة تطوره المستمر، يدرك المطورون الفوائد الكبيرة التي سيحققونها من نماذج لغوية مرنة وصغيرة الحجم، بالإضافة إلى دورها في تقليل احتياجات الطاقة الحاسوبية والامتثال لمعايير الاستدامة. وأشار إلى أن هذه النماذج تتميز بمرونتها وسهولة استخدامها مع البنية التحتية المتقدمة للذكاء الاصطناعي، التي تعد وجهة المستقبل للتطور التقني.
وشدد على أن إمكانيات فالكون 2 الجديدة في تحليل الصور وتحويلها إلى نصوص مكتوبة تعتبر فرصة جديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتعزيز تجربة المستخدمين في هذا المجال الواعد.
وأوضح أن تنوع ومرونة نموذج فالكون 2 11 بي سي سوف يدفع معهد الابتكار التكنولوجي إلى التوسع للعمل على ابتكارات أكبر وأكثر إثارة، في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل اعتماد نوع جديد من قدرات التعلم الآلي الذي يعرف باسم “مزيج الخبراء”، وهو يشمل دمج شبكات صغيرة ذات تخصصات متعددة لضمان تعزيز التعاون بين مختلف المجالات لتقديم استجابات متقدمة ومخصصة، يستشبه الأمر وجود فريق من المساعدين الذكية الذين يستطيعون التنبؤ أو اتخاذ القرارات عند الحاجة.
هذا النهج يساهم في تحسين مستوى الدقة وتسريع عملية اتخاذ القرار، مما يفتح الباب أمام تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر ذكاءً وفعالية.
يجب أن نشير إلى أن النموذج FALCON 2.11B مرخص تحت ترخيص معهد الابتكار التكنولوجي فالكون 2.0، والذي يستند إلى ترخيص البرمجيات أباتشي 2.0 الذي يحتوي على سياسة استخدام مقبولة تشجع على الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.