صرحت المهندسة والباحثة في ميدان الذكاء الاصطناعي وكذلك المدربة المرخصة ياسمين الراوي أن دولة الإمارات توفر مناخًا مثاليًا لنمو وتحسين التكنولوجيا المرتبطة بذلك القطاع.
أوضحت التقارير أن البلاد تضم العديد من الشركات الناشئة الساعية لتطوير برمجيات ذات جودة عالية. وفي الوقت نفسه، تقوم مراكز بحثية تابعة لجامعات في مدن أبوظبي ودبي والشارقة بإجراء تجارب مكثفة وتطوير نماذج تستعين بتقنيات حديثة كتعلم الآلة. تجد هذه المؤسسات دعماً في الأنظمة القانونية الراسخة والمحكمة في الدولة، والمعنية بتنظيم استخدام هذه التكنولوجيا الفائقة والعلوم المتطورة، بما في ذلك قوانين الأمان الإلكتروني.
تمت مناقشة هذه الموضوعات في ورشة العمل التي حملت عنوان “تعزيز التعليم الخاص: استخدام الذكاء الاصطناعي في التعلم الشخصي”، والتي انعقدت في قسم “ملتقى الثقافة” كجزء من نشاطات النسخة الـ15 من مهرجان الشارقة القرائي الخاص بالأطفال. تجري هذه الفعاليات حاليًا في مركز إكسبو الشارقة وتختتم في الثاني عشر من مايو الجاري.
تطرقت ياسمين الراوي إلى حالة القلق التي يثيرها ظهور الروبوتات في إطار الثورة الصناعية الجديدة، ملقية الضوء على تسلسل تاريخي لهذه الحقبة وما تحمله من تطورات تكنولوجية ومعرفية. كما أبرزت الراوي التحول المحتوم الذي سيطرأ على نمط الحياة الإنسانية، مع التأكيد على كيفية المساهمة في خفض تكاليف الإنتاج والمجهود المبذول، بالإضافة إلى تقليل الثقل الذي يشكّله على الإنسان.
أشارت البيانات إلى أن الإمارات العربية المتحدة قد صاغت استراتيجية وطنية للذكاء الصناعي بهدف تحقيق الغايات المرسومة ضمن خطة الإمارات للعام 2071، وتسريع عملية تطبيق البرامج والمشاريع التي تهدف إلى التطور وصولاً إلى مستقبل مزدهر.
قالت المتحدثة: “نحن نعيش في عهد تزدهر فيه المعلومات، وأصبحت تزويد المدارس بتلك المهارات المستقبلية أمراً لا بد منه. الآلات قادرة على استيعاب وفهم جميع جوانب العملية التعليمية عبر مختلف الأصعدة، بالإضافة إلى كونها تتمتع بسرعة فائقة وفقاً للتجارب التي تم فيها استخدام هذه الأنظمة للتعرف على الفروقات المعرفية بين الأطفال وقدرتهم على الاستيعاب الفوري أو التعرض للضغوطات.”
صرحت بأن تلك التقنيات تسهم في تخفيف الضغط عن كاهل المدرسين وفرق التعليم من خلال مساعدتهم في إعداد المناهج وإجراء الامتحانات وتصحيحها، حيث طور مهندسون العديد من المنصات التعليمية القائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز التعلم في شتى الميادين، من ضمنها منصة (فيوتشر بيديا) التي تلعب دورًا هامًا في تطوير التعليم وتوفر نظرة واعدة لمستقبل بارز في هذا الحقل.
صرحت قائلة “إننا كمتخصصين في ميدان الذكاء الاصطناعي نجعل القيم في مقدمة أولوياتنا، وتجابه كل المجتمعات صعوبات متعلقة بهذا الموضوع كالتهكير والخداع الإلكتروني، ومع ذلك يجب على الإنسان أن يمتلك روح الأمل وأن يستمر في الابتكار والاختراع لخدمة الإنسانية”.