يشهد وادي السيليكون زيادة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي منذ أكثر من سنة، حيث يتم توجيه الاستثمارات نحو الشركات الناشئة التي تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحقيق تقدم كبير، بينما تسعى الشركات الكبيرة للمحافظة على مكانتها الريادية من خلال استثماراتها الضخمة التي تبلغ عشرات المليارات سنوياً.
في هذه القتال، يُسمح باستخدام جميع الوسائل لتوظيف المواهب القادرة على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتكييفها لتلبية احتياجات الشركة وزبائنها، وفقًا لصحيفة “لي زيكو”.
لا يتردد المرشحون في تحديد متطلباتهم قبل النظر في عرض التوظيف. وأكد أرافيند سرينيفاس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “بربلكسيتي”، وهي محرك بحث يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي للإجابة على أسئلة المستخدمين: “لقد حاولت توظيف موهوب يعمل في شركة “ميتا” وله خبرة طويلة، فهل تعرف ماذا قال لي؟ قال: “عد إلي عندما يكون لديك 10000 وحدة معالجة رسوميات “اتش 100”.
يعني مطلب الموظف الحصول على رقائق الرسومات الخاصة بشركة “إنفيديا” التي تصل تكلفتها إلى 40 ألف دولار لكل منها، والتي تستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. هذا ما أكده المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “بربلكسيتي” بتنهيدة، حيث قال: “سيكلفنا هذا المليارات، وسنحتاج إلى الانتظار من خمسة إلى عشر سنوات للحصول على الرقائق من “إنفيديا”.
بالنسبة للشركات المترسخة، قد تكون هناك سهولة أحيانًا في شراء شركة ناشئة بدلاً من محاولة جذب الموظفين الموهوبين واحدًا تلو الآخر. في يونيو الماضي، اختارت شركة “داتابريكس” دفع 1.3 مليار دولار لاستحواذها على شركة “موزاييك إم إل”، وهي شركة ناشئة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدلاً من توظيف فريق خاص بها. هذا الاستثمار يبرز القيمة الكبيرة للمهندسين ذوي الخبرة في مجال الذكاء الاصطناعي وأهميتهم.
قبل عملية الشراء، كانت قيمة “موزاييك إم إل” تبلغ 222 مليون دولار فقط. وافقت شركة “داتابريكس” على دفع ستة أضعاف هذا المبلغ للحصول على المواهب الاستثنائية، بحسب باتريك ويندل، أحد مؤسسي الشركة.
ومن ناحية شركة مايكروسوفت، يمكن أن يكون الاستحواذ على الشركات الناشئة أمرًا معقدًا بسبب تأهب السلطات التنافسية. والعملاق التكنولوجي الذي قام بالاستثمار بمليارات الدولارات في “أوبن إيه أي”، لا يرغب في الاعتماد بالكامل على شركة ناشئة. لذلك، لقيادة فرقه الخاصة، اختار أن يقتنص اثنين من مؤسسي الشركة الناشئة “انفلكشن إيه أي” المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطوير روبوتات الدردشة الشخصية، واستفادت مايكروسوفت من معظم أعضاء فريق الشركة.
وبهذه الطريقة، تقوم الشركات بإظهار استعدادها لفعل أي شيء لإقناع المهندسين الموهوبين بالانضمام إليها في مواجهة المنافسة الشديدة.