جدول المحتويات
تسلا تعلن عن زيادة كبيرة في أسطول سياراتها الروبوتية في أوستن: هل ستفي بالوعود؟
أعلن إيلون ماسك مؤخرًا أن تسلا ستقوم "بزيادة تقريبية" في حجم أسطول سياراتها الروبوتية في أوستن، تكساس، الشهر المقبل. قد يبدو هذا الخبر إيجابيًا للمستخدمين الذين يواجهون صعوبة في طلب إحدى هذه السيارات الكهربائية. ولكن عند النظر إلى الأرقام، يتضح أن الشركة لا تزال بعيدة عن تحقيق وعودها بشأن عدد هذه السيارات "المؤتمتة" التي كان من المتوقع أن تكون على الطرقات بحلول نهاية العام.
أسطول تسلا الروبوتي: الوضع الحالي
تجري تجربة خدمة تسلا للروبوتات في أوستن منذ عدة أشهر، باستخدام سيارات موديل Y الكهربائية المعدلة. بدأت الخدمة رسميًا في يونيو، حيث تم تجهيز المركبات بأحدث تقنيات "Hardware 4". ومع ذلك، فإن هذه السيارات ليست مستقلة تمامًا بعد، إذ تتطلب وجود موظف بشري من تسلا في المقعد الأمامي لمراقبة النظام. هذا المشرف يراقب الأداء ويكون جاهزًا لاستخدام زر الإيقاف الفوري في حال حدوث أي مشكلة.
قبل بضعة أسابيع، قدم إيلون ماسك وعدًا واضحًا بشأن عدد سيارات تسلا الروبوتية التي ستعمل في منطقة أوستن. خلال ظهوره في بودكاست All-In، الذي تم إصداره في 31 أكتوبر، ذكر أن تسلا تهدف إلى تشغيل "500 سيارة أو أكثر" في المنطقة بحلول نهاية العام.
الأرقام تتحدث: الفجوة بين الوعود والواقع
لنلقِ نظرة على الوضع الحالي: يحتوي أسطول تسلا الروبوتي في أوستن على حوالي 30 سيارة موديل Y فقط. إذا تمكنت تسلا من "زيادة هذا العدد تقريبًا" الشهر المقبل، فسوف يصل حجم الأسطول إلى حوالي 60 سيارة. عند مقارنة هذا الرقم بـ 500 سيارة التي تم وعد بها، يتضح الفارق الكبير. ستفشل تسلا في تحقيق هدفها بنهاية العام بنسبة تقارب 90%. بالنسبة للمحللين والمستثمرين الذين تابعوا إعلانات الشركة حول القيادة الذاتية، يُعتبر هذا تأخيرًا آخر كبيرًا.
التحديات التي تواجه المستخدمين
بالنسبة لسكان أوستن الذين يحاولون استخدام الخدمة، فإن حجم الأسطول الصغير قد تسبب في مشاكل جدية. غالبًا ما يفتح المستخدمون التطبيق ليجدوا رسالة "طلب خدمة مرتفع". تتجاوز أوقات الانتظار للرحلات 40 دقيقة في كثير من الأحيان، مما يجعل الخدمة غير قابلة للاستخدام بشكل فعال للسفر السريع. بينما يُعتبر وجود المزيد من السيارات الكهربائية أمرًا مرحبًا به، فإن السبب وراء النمو البطيء للأسطول قد يعود إلى الحاجة إلى مشرف بشري في كل سيارة.
لتوسيع الأسطول إلى 500 سيارة، سيتعين على تسلا توظيف أكثر من ألف موظف بشري لإدارة نوبات العمل، مما يحول التحدي البرمجي إلى مشكلة ضخمة في الموارد البشرية. يبدو أن هذا الشرط "المشرف" هو السبب الرئيسي وراء محدودية نمو برنامج الروبوتات في الوقت الحالي، وهو أمر مقلق بشكل خاص بالنظر إلى أن التجربة قد سجلت بالفعل سبع حوادث في الأشهر القليلة الأولى.
مقارنة مع المنافسين
تظهر البطء في نشر الخدمة بشكل واضح عند مقارنتها بما يفعله المنافسون. في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت شركة وايمو عن وجود أسطول مكون من 2500 سيارة روبوتية نشطة تعمل في الولايات المتحدة. تدير وايمو حاليًا حوالي 200 سيارة كهربائية مستقلة في أوستن وحدها. وفي تحول غير متوقع، استهزأ ماسك بأرقام وايمو، واصفًا إياها بأنها "أرقام مبتدئين".
ومع ذلك، تُظهر البيانات أن أسطول وايمو في أوستن أكبر بالفعل من أربعة إلى ثلاثة أضعاف ما تأمل تسلا في تحقيقه مع أسطولها المتوسع المكون من 60 سيارة موديل Y الشهر المقبل. ولإضافة المزيد من السخرية، تعمل سيارات وايمو في أوستن بشكل مستقل تمامًا، دون الحاجة إلى وجود مشرف بشري في المقعد الأمامي، على عكس سيارات تسلا التي تتطلب مراقبة بشرية.
الخاتمة
في الختام، يبدو أن تسلا تواجه تحديات كبيرة في تحقيق أهدافها الطموحة فيما يتعلق بأسطول سياراتها الروبوتية. بينما يترقب المستخدمون زيادة في عدد السيارات، فإن الأرقام الحالية تشير إلى أن الشركة لا تزال بعيدة عن الوفاء بوعودها. مع المنافسة المتزايدة من الشركات الأخرى مثل وايمو، سيكون من الضروري لتسلا إعادة تقييم استراتيجياتها لضمان نجاح برنامجها للروبوتات في المستقبل.
المصدر: الرابط الأصلي