تمكّنت مجموعة من الطلاب في كلية الهندسة بجامعة السُّلطان قابوس من تطوير ابتكار تكنولوجي يستعين بالرؤية الآلية، والتي تعد أحد أساليب الذكاء الاصطناعي. قاموا بدمجها مع نظم الروبوتات بهدف التشخيص الآلي لنوعية التمور، وقد أسهم هذا الابتكار في إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال صناعة الأغذية.
يستهدف المشروع تحسين نوعية الأطعمة من خلال استغلال الذكاء الاصطناعي لأجل أتمتة عمليات الكشف عن الأغذية وتصنيفها، وذلك بغية رفع كفاءة الإنتاج في المعامل، وتخفيض المدة المطلوبة لجرد وتقسيم التمور، إضافةً إلى المساهمة النشطة في تعزيز الأمن الغذائي.
صرح أسعد بن سعيد الهنائي، عضو في فريق المشروع الطلابي، بأن تصنيع التمور يُعتبر من القطاعات الرئيسية في سلطنة عُمان. إلا أن مُنتِجي التمور يُعانون من صعوبات في عملية الفرز، وبخاصة عند الحاجة لاستبعاد التمور الفاسدة أو تلك غير مُناسبة للاستهلاك الإنساني. تلعب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تطوير طرق فرز التمور داخل المصانع، وقد اُبتُكِرَ مشروعنا لتحسين عملية فرز التمور بالاعتماد على خوارزميات الرؤية بواسطة الحاسوب واستخدام الروبوتات.
ذكر أن النظام يُفعّل استخدام الذكاء الصناعي في تصنيف التمور أوتوماتيكيًا، إذ يقوم بأتمتة تجنيب التمور الجيدة من المتلفة ويفرق مستوى جودة التمور آلياً ويكتشف وضعية التمور العابرة عبر خط الإنتاج بلمسة من الذكاء الصناعي، ثم ينقلها إلى المسار الأمثل، ويقوم بعدّ كمية التمور المصنّفة وتحديد نسبة الفاسدة منها للصالحة. من ناحيته، بيّن أحمد بن محمد الحبسي، أحد أفراد فريق المشروع الطلابي، أن إدماج الذكاء الصناعي يعدّ في تصنيف المواد الغذائية ويعتبر غاية في الأهمية؛ ويبدأ بإدخال التمور إلى خط الإنتاج بواسطة السير الناقل ثم يتم التقاط صور لها فوق خط الإنتاج بكاميرا عالية الوضوح، وعبرها يتم التعرف على التمور السليمة من الفاسدة بفن الرؤية الحاسوبية، ثم يتم التصنيف عبر ممرات مخصصة في خط الإنتاج. وأفاد صالح بن يحيى الغنامي، عضو آخر بفريق المشروع الطلابي، بأن هناك العديد من التحديات التي تواجه المصانع مثل تصنيف المنتجات الفاسدة أو غير القابلة للاستعمال يدويًا، وتعتبر هذه الطريقة تُكلف اقتصاديًا ويمكن أن يؤدي الاعتماد على العمالة البشرية إلى خفض جودة التمور.