نظم المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية في البحرين، الذي يُعتبر الهيئة الرسمية للصناعة المالية الإسلامية، الحلقة الاستراتيجية للتطوير المهني عن بُعد. تم التركيز في هذه الحلقة على موضوع “تطوير المهن في المالية الإسلامية واستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة في استراتيجيات التدريب”. تم تنظيم هذا الحدث في الوقت نفسه مع الاجتماع الثاني والعشرين للهيئة العلمية للاعتماد للمجلس العام.
تم تجميع مجموعة واسعة من الخبراء في مجال تطوير المهن والرؤساء التنفيذيين ومديري الشؤون البشرية في البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية وأصحاب المصلحة في الحلقة لمناقشة الموضوعات الهامة حول استخدام التكنولوجيا في مجال التدريب، التي تعتبر جوهرية لتحسين الأداء وخلق فرص التطوير.
بدأت الحلقة بكلمات ترحيبية من قبل الدكتور عبدالإله بلعتيق، الأمين العام للمجلس العام، حيث شدد على أهمية تعزيز تبادل المعرفة وتطوير المهارات في مجال التمويل الإسلامي. كما أكد على ضرورة مواكبة التقدم العالمي في هذا المجال لتأهيل العاملين فيه، معتبرا أن الكادر البشري هو العامل الأساسي لنجاح المؤسسات والمجتمعات في تطورها.
أفصح الدكتور عاطف إسماعيل ، مستشار التدريب والتطوير في شركة أيكون ، عن أن الذكاء الاصطناعي يسهم بنسبة 8.2٪ في الناتج المحلي في اقتصاديات البحرين وقطر ، بينما تصل نسبة الناتج المحلي في المملكة العربية السعودية إلى 12٪ ونسبة 13٪ في دولة الإمارات.
وأشار إلى أن التكنولوجيا تُسهم بشكل كبير في تطوير التدريب وتنمية مهارات الموظفين في المؤسسات المالية الإسلامية، من خلال الاستفادة من وسائل الإعلام المتعددة والمنصات الرقمية. يمكن تحسين وتوفير تجربة التعلم بشكل مرن ومبتكر من خلال تقديم أدوات تفاعلية وواقع افتراضي لتجارب تدريبية مثيرة. وبفضل تحليلات البيانات المالية، يُمكن إعطاء رؤى دقيقة حول تطوير وتقدم الموظفين.
وأشار إلى أهمية تدريب الموظفين في البحرين على استخدام التكنولوجيا الحديثة، حيث يسهم في تحسين أدائهم وزيادة إنتاجيتهم وتنفيذ المهام بشكل فعال وسريع، كما يقلل من الأخطاء ويعزز دقة العمل، ويعزز تفاعلهم مع العملاء وتقديم خدمة عالية الجودة.
أظهر أن تدريب الموظفين له العديد من الفوائد، مثل تحفيزهم لزيادة إنتاجهم وتقدمهم المهني، واكتسابهم لمهارات وخبرات جديدة، بالإضافة إلى تعزيز سمعة وصورة المؤسسة المالية الإسلامية في القطاع المصرفي والمالي، حيث تُعتبر المؤسسات التي تستثمر في تدريب موظفيها على التكنولوجيا الحديثة مبتكرة ومتقدمة.
ورد ذكر أن استخدام التكنولوجيا لتحسين تجربة التدريب وتطوير الموظفين عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي “ChatGPT، Gemini”، مُشيراً إلى أن التكنولوجيا تُسهل التعليم التجريبي والتطبيقي على النماذج “مثل نماذج التحليل المالي للقوائم المالية”، وتعزز التنوع والشمول في التعلم، بالإضافة إلى التعلم الاجتماعي والتعاوني.
أوضحت الدكتورة لولوة المطلق، رئيسة مؤسسة جولدن ترست للتدريب والاستشارات، أن التكنولوجيا تلعب دوراً هاماً في مجموعة متنوعة من القطاعات والوظائف في عدة دول كالـ بحرين، وتتطلب متابعة دورية. وبالتالي، هناك العديد من الفوائد لاستخدام التكنولوجيا في عمليات التدريب عن بعد، مثل تحسين وصول المعلومات والمعرفة، وإمكانية التعلم في أي وقت وأي مكان، إضافة إلى تحسين التفاعل والتجربة التعليمية، وتقليل تكاليف التدريب.
وأشارت إلى أن التكامل الفعال للتكنولوجيا يعمل على تحقيق توافق بين أهداف التدريب، وضمان وجود منصات سهلة الاستخدام، وتوفير الدعم الفني والتدريب الملائم، وتعزيز التعاون وتبادل المعرفة من خلال المنتديات الإلكترونية والمجتمعات عبر الإنترنت، وأبرزت أن هناك عدة أدوات تكنولوجية مستخدمة مثل منصات التعلم الإلكتروني “E-Learning”، نظم إدارة التعلم، الواقع الافتراضي، الواقع المعزز، تطبيقات التعليم عبر الهواتف المحمولة، وتحليل البيانات لتتبع وتقييم التقدم، والتعلم من خلال الألعاب الرقمية.
أشارت إلى تحديات عديدة وحلول مختلفة في عملية التدريب عن بعد، مثل معالجة المقاومة للتغيير وتوفير التدريب والدعم والحفاظ على مشاركة المتعلمين، وضمان خصوصية وأمان البيانات، وتنفيذ بروتوكولات قوية وإجراءات الامتثال والقياس. وأوضح مدير الامتثال والمراجعة الشرعية بمصرف الزيتونة ماجد غرسلي أن أهداف التدريب عن بعد تتضمن تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية، وتنمية قدرات ومهارات العاملين في مجال عملهم وتغيير السلوك والاتجاهات في علاقات العمل.
وقال إن التدريب في المؤسسات المالية الإسلامية باستخدام الذكاء الاصطناعي يعمل على تحسين فعالية التدريب وتعزيز مشاركة المتدرب، بالإضافة إلى تقديم تجارب تدريبية مخصصة وفعالة وتحليل البيانات واقتراح محتوى. تتيح أنظمة الذكاء الاصطناعي أيضاً تحليل أداء المتدرب وتفضيلاته لإنشاء برامج تدريبية مصممة خصيصاً لاحتياجاته، مثل تحليل بيانات المستخدم وتحديد تفضيلات المتدرب وتوصية بمحتوى تعليمي مخصص لكل متدرب. يهدف النظام أيضاً إلى تكييف وتنظيم وتتبع التقدم والتعديل المستمر، وإنشاء بيانات محاكاة لمساعدة المتدربين على تطوير مهاراتهم في بيئة آمنة ومحكمة.