جدول المحتويات
خلال الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية لعام 2024، أعلن عمر سلطان العلماء، وزير دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، عن إنجاز كبير يتمثل في حصول أكثر من 400 مواطن إماراتي على درجة الماجستير في الذكاء الاصطناعي أو مؤهلات معادلة. ويُظهر هذا الإنجاز جهود الإمارات المستمرة لتعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يرسخ ريادتها في التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي.
وأكد العلماء على الاستثمارات الكبيرة التي قامت بها الإمارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مدار السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية الاستشرافية جعلت حياة المواطنين والمقيمين أكثر سهولة. ومن أبرز الأمثلة على هذا النجاح هو تقديم بوابات ذكية في مطارَي دبي وأبوظبي، حيث تُستكمل إجراءات السفر في ثوانٍ دون الحاجة إلى وثائق مادية؛ ما يعد دليلًا واضحًا على نجاح دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة.
بناء بيئة متكاملة للذكاء الاصطناعي: رؤية الإمارات للمستقبل
لطالما كانت الإمارات ملتزمة ببناء بنية تحتية تكنولوجية ورقمية قوية، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي كعنصر أساسي في أجندتها. ووفقًا لما ذكره العلماء، بدأت رحلة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي منذ سنوات عدة، والنتائج باتت واضحة في العديد من القطاعات. فقد أدى تطبيق الذكاء الاصطناعي إلى تسريع العمليات وتبسيطها في العديد من الصناعات، وخاصة في الخدمات الحكومية والنقل والرعاية الصحية.
على سبيل المثال، نجحت البوابات الذكية في مطارَي دبي وأبوظبي في إحداث نقلة نوعية في تجربة السفر، حيث يمكن للركاب إكمال إجراءات التسجيل والمتطلبات الأخرى في غضون ثوانٍ معدودة. وهذه الخطوة هي واحدة من العديد من المبادرات المدفوعة بالذكاء الاصطناعي التي أطلقتها الإمارات لتحسين جودة حياة مواطنيها والمقيمين فيها. ويظهر تركيز الحكومة على الذكاء الاصطناعي أيضًا من خلال دمج هذه التكنولوجيا في المشاريع الوطنية، مما أدى إلى خفض كبير في أوقات العمليات الإدارية وزيادة الكفاءة.
وفي خطابه، أكد العلماء أن الإمارات لم تعد تكتفي بمناقشة الذكاء الاصطناعي ضمن المجتمع العالمي، بل بدأت فعليًا في تنفيذ خريطة طريق لاستغلال كامل إمكانات هذه التكنولوجيا المبتكرة. فقد تحوّل تركيز الدولة من المناقشات النظرية إلى التطبيقات العملية، ما أدى إلى تحقيق تقدم ملحوظ في توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
التعليم وتطوير القوى العاملة: 400 إماراتي بدرجات ماجستير في الذكاء الاصطناعي
أحد الركائز الأساسية لاستراتيجية الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي هو التركيز على التعليم وتطوير القوى العاملة. إعلان حصول أكثر من 400 مواطن إماراتي على درجة الماجستير في الذكاء الاصطناعي يعكس التزام الدولة بتطوير كوادر مؤهلة وقادرة على قيادة الابتكار في هذا المجال. ومن المتوقع أن يلعب هؤلاء الخريجون دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي في الإمارات، والمساهمة في قطاعات عدة مثل الرعاية الصحية والتمويل والخدمات الحكومية.
إن وجود هذه النخبة من الكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي يعد عنصرًا أساسيًا لتحقيق رؤية الإمارات لتصبح دولة رائدة عالميًا في هذا المجال. ومن خلال تجهيز مواطنيها بالمعرفة والمهارات المتقدمة، فإن الإمارات تسعى لاستغلال الإمكانات الكاملة لهذه التكنولوجيا وقيادة الابتكار العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. ويعود هذا التطور إلى توفر برامج تخصصية في الذكاء الاصطناعي بجامعات ومؤسسات تعليمية محلية، حيث يتيح للطلاب فرصة التعلم من أفضل الخبراء في المجال.
علاوة على ذلك، يمتد تركيز الإمارات على التعليم في مجال الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من المؤهلات الأكاديمية فقط. إذ تعمل الدولة على خلق بيئة تشجع على التعليم المستمر وتطوير المهارات، مما يضمن أن تبقى قواها العاملة قادرة على المنافسة في ظل التسارع المستمر للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
التعاون العالمي والرؤية المستقبلية
جهود الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على المبادرات الوطنية فقط. فالبلاد تشارك بنشاط في النقاشات العالمية المتعلقة بحوكمة الذكاء الاصطناعي والابتكار والأبعاد الأخلاقية لهذه التكنولوجيا. وقد كان العلماء دائمًا داعيًا للتعاون الدولي في تطوير أطر العمل الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مشددًا على أهمية توحيد الجهود الدولية لمواجهة التحديات والاستفادة من الفرص التي تقدمها هذه التكنولوجيا التحويلية.
وفي خطابه خلال الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية، أشار العلماء إلى أن القوانين العالمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لا تزال متباينة، لكنه أكد أن الإمارات ملتزمة بلعب دور فاعل في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي. ودعا الوزير إلى أهمية تبني نهج موحد لحوكمة الذكاء الاصطناعي، نهج يشجع الابتكار ويأخذ في الاعتبار التحديات المتعلقة بالخصوصية والأمان والأخلاق.
ومع تطلعها إلى المستقبل، تسعى الإمارات إلى توسيع نطاق مبادراتها المدفوعة بالذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. التزام الدولة المستمر بالاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والتعليم والتعاون الدولي يضمن أنها ستظل في مقدمة الابتكار في هذا المجال على مدى السنوات المقبلة.
تعد جهود الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي شاهدًا على رؤيتها المستقبلية والتزامها بالتقدم التكنولوجي. ومع حصول أكثر من 400 مواطن إماراتي على درجات الماجستير في الذكاء الاصطناعي ونجاح تطبيق المبادرات المدفوعة بهذه التكنولوجيا، مثل البوابات الذكية في المطارات، فإن الدولة تسير بخطى واثقة لتصبح رائدة عالميًا في هذا المجال. وكما أشار عمر سلطان العلماء، فقد انتقلت الإمارات من مجرد مناقشات نظرية حول الذكاء الاصطناعي إلى تنفيذ خريطة طريق ستساهم في رسم مستقبل الدولة. تركيز الحكومة على التعليم وتطوير القوى العاملة والتعاون الدولي يضمن أن الإمارات ستواصل ريادة الابتكار في الذكاء الاصطناعي على المستويات الوطنية والعالمية، مما يؤهلها لتكون لاعبًا محوريًا في مستقبل التكنولوجيا.
وفي ظل استمرار العالم في مواجهة التحديات المعقدة للذكاء الاصطناعي، تعتبر توجهات الإمارات الاستباقية نموذجًا يحتذى به لباقي الدول التي تسعى لاستغلال إمكانات هذه التكنولوجيا لتحسين المجتمع والنهوض به.