جدول المحتويات
كشف دان هاوزر، الشريك المؤسِّس السابق لاستوديو التطوير الشهير روكستار، وأحد أبرز كتّاب سلسلة Grand Theft Auto، أن النجاح الهائل الذي حققته سلسلة الألعاب لم يكن مجرد نعمة تجارية، بل كان أيضًا سببًا في أزمة حقيقية مع الحكومة الأمريكية.
نجاح GTA: بين الشعبية والانتقادات
خلال ظهوره في برنامج The Chris Evans Breakfast Show على Virgin Radio، أشار هاوزر إلى أن الشعبية الكبيرة التي اكتسبتها لعبة GTA III وسلاسلها اللاحقة جعلت الاستوديو هدفًا سياسيًا. حيث أكد أن بعض المسؤولين حاولوا تقديم ألعاب الفيديو ككبش فداء لمشاكل المجتمع، مما أدى إلى توتر العلاقات بين روكستار والحكومة.
“نجاحنا خلق مشكلات ضخمة”
عندما سأله المذيع عمّا إذا كان النجاح يحل المشكلات، أجاب هاوزر بالنفي القاطع:
“نجاح GTA لم يُبعد الناس عنّا… بل خلق مشكلات هائلة.”
وأوضح أن الحكومة الأمريكية اتهمت شركة روكستار بأنها تنشر موادًا غير لائقة على الإنترنت، وهو ادعاء وصفه هاوزر بـ”السخيف”. وأضاف أن هذه الاتهامات كادت تؤدي إلى إغلاق الشركة، وأن بعض الموظفين استقالوا بسبب الضغوط المتزايدة.
لماذا استهدفت الحكومة روكستار؟
بحسب هاوزر، كان البحث عن عدو إعلامي هو الدافع الأساسي وراء الحملة ضد روكستار. فقد كانت الحكومة غير قادرة على مهاجمة هوليوود لأسباب مالية، ولا موسيقى الراب بسبب حساسية الموضوع، لذا اختارت ألعاب الفيديو كهدف سهل.
وأشار هاوزر إلى أن السياسيين، خصوصًا من التيار الديمقراطي الوسطي، أرادوا إيجاد بعبع إعلامي لتحميله مشاكل المجتمع، وكانت لعبة GTA الخيار الأسهل.
ورغم أن هاوزر لم يذكر الحادثة بالاسم، فإن تصريحاته تشير بوضوح إلى فضيحة روكستار الشهيرة المعروفة بفضيحة Hot Coffee عام 2005، حين اكتشف معدّلون وجود مشاهد جنسية محذوفة داخل ملفات لعبة GTA San Andreas.
تأثير فضيحة Hot Coffee
رغم أن هذه المشاهد لم تكن قابلة للعب بشكل طبيعي، إلا أن الأمر تسبب في:
- إعادة تصنيف اللعبة من Mature إلى Adults Only.
- سحبها من المتاجر الكبرى.
- إلزام روكستار وتيك-تو بإعادة إصدار اللعبة، بتكلفة قُدّرت بـ 50 مليون دولار.
إرث GTA: أكبر من مجرد لعبة
تسلط تصريحات هاوزر الضوء على مرحلة مفصلية في تاريخ الألعاب، حين كانت الصناعة ما تزال تبحث عن اعتراف ثقافي. في ذلك الوقت، كان السياسيون يسعون وراء أهداف سهلة لإرضاء الرأي العام، ربما لمحاولة تشتيتهم عن قضايا اجتماعية أكثر أهمية وحساسية.
ومع تأهب العالم لصدور GTA 6 التي تم تأجيلها لنهاية 2026، تبدو تلك الحقبة بعيدة، لكن تصريحات هاوزر تذكّرنا بأن نجاح الألعاب الكبيرة لم يكن دائمًا طريقًا مفروشًا بالورود، بل كان محفوفًا بمعارك ثقافية وسياسية شكلت صورة الصناعة اليوم.
في الختام، يظل نجاح سلسلة GTA رمزًا للتحديات التي تواجهها صناعة الألعاب، حيث يتداخل الفن مع السياسة، مما يخلق مشهدًا معقدًا يتطلب من المطورين واللاعبين على حد سواء التفكير في تأثير أعمالهم على المجتمع.