جدول المحتويات
في عصر تعيد فيه التكنولوجيا تشكيل المجتمعات والاقتصادات، أصبح دور التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية المستدامة محورياً. المؤتمر الدولي الأخير الذي استضافته مكتبة الإسكندرية بعنوان “دور التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)” جمع خبراء وقادة لاستكشاف كيف يمكن لهذه التكنولوجيا دفع عجلة التقدم والابتكار في جميع أنحاء المنطقة. مع مشاركة ما يزيد عن 200 مشارك من 16 دولة، تناول المؤتمر الحالة الحالية والإمكانات المستقبلية للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
الجلسة الافتتاحية: تمهيد الطريق للابتكار
بدأ المؤتمر بكلمة افتتاحية من الدكتور أحمد زيدان، مدير مكتبة الإسكندرية، الذي أكد على أهمية تبني المعرفة والتكنولوجيا الرقمية لتحقيق التنمية المستدامة. وأشار إلى أن التحول الرقمي يمكن أن يعزز بشكل ملحوظ تقدم المجتمعات من خلال تحسين دقة البيانات لصنع السياسات وتبسيط الخدمات العامة وتمكين المؤسسات المدنية وزيادة كفاءة المؤسسات. وأبرز الدكتور زيدان أن العالم العربي يمتلك الموارد البشرية والمادية اللازمة لتحقيق هذا التحول.
وعزز الدكتور خالد هلالي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة إدارة المعرفة العربية، هذا الرأي بتأكيده على أن التنمية المستدامة هي شريان الحياة لكل عصر. وأكد على الدور الحيوي للمكتبات كحراس للمعرفة والتاريخ، مما يساعد في نقل التقدم العلمي بين الأجيال. وأشار الدكتور هلالي إلى المشاركة غير المسبوقة في المؤتمر، مشددًا على الاهتمام الإقليمي في استغلال التكنولوجيا للتنمية.
الابتكارات في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية
استكشفت جلسات المؤتمر التطبيقات الواقعية للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في مختلف القطاعات. وركزت المناقشات حول كيفية معالجة هذه الابتكارات للتحديات في مجالات الصحة والتعليم والزراعة والبنية التحتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كان التركيز على قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة البيانات بشكل فعال وتوفير حلول دقيقة، مما يوضح دوره في تحسين مختلف جوانب الحياة.
شارك الخبراء رؤى حول استراتيجيات لتسريع التحول الرقمي في كل من القطاعات العامة والخاصة. نوقشت أيضاً الاعتبارات الأخلاقية وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المسؤولة، مع التأكيد على ضرورة ضمان أن تكون هذه التكنولوجيا شاملة ومفيدة لجميع أفراد المجتمع. تم التأكيد على أهمية بناء مهارات وقدرات رقمية كأمر ضروري لاعتماد التكنولوجيا على نطاق واسع.
الجهود التشاركية من أجل التنمية المستدامة
المؤتمر سهل الحوار بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك صناع السياسات والأكاديميون والقادة الصناعيون وممثلو المجتمع المدني. هدفت هذه الشراكة إلى دفع الابتكار وتوسيع الحلول الرقمية عبر المنطقة. وأكد الدكتور سيف الجابري، رئيس اللجنة الإقليمية للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على أهمية الشراكات في تعزيز أهداف التنمية المستدامة. وأشار إلى أن التحول الرقمي يعد أداة حيوية لتحسين قطاعات التعليم والصحة والاقتصاد، مع لعب الذكاء الاصطناعي دورًا هامًا في إدارة البيانات.
ناقش المشاركون أيضًا الحاجة إلى نهج وطني استراتيجي للتحول الرقمي في المؤسسات المعلوماتية، بهدف تعزيز دورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. تم الاعتراف بتبادل المعرفة والخبرات بين الدول العربية كعامل رئيسي في تحقيق أقصى فائدة من التقنيات الرقمية.
أكد المؤتمر الذي عُقد في مكتبة الإسكندرية على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في تعزيز التنمية المستدامة عبر العالم العربي. من خلال جمع مجموعة متنوعة من الخبراء وأصحاب المصلحة، سلط الحدث الضوء على الجهود التعاونية المطلوبة لاستغلال هذه الابتكارات بفعالية. مع استمرار العالم في التطور رقمياً، من المتوقع أن تلعب الرؤى والاستراتيجيات التي تمت مشاركتها خلال المؤتمر دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. الالتزام باستغلال التقنيات المتقدمة لتحسين الحياة وتعزيز التقدم يعد بمثابة منارة أمل لمستقبل أكثر استدامة وازدهارًا.
المصدر: مصراوي