جدول المحتويات
شهد معرض المدينة المنورة للكتاب 2024 تنظيم ثلاث ندوات حوارية ضمن فعاليات برنامجه الثقافي، حيث تميزت بالتركيز على مواضيع متنوعة تجمع بين التراث الثقافي والتطورات التقنية الحديثة، مع تسليط الضوء على الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية.
الحكاية الشعبية كحاملة للقيم الثقافية
افتتحت الفعاليات بندوة بعنوان “الحكاية الشعبية حاملة قيم الشعوب وتراثها”، التي أدارها الدكتور هاجد الحربي، وتحدثت خلالها الدكتورة منال القثامي عن أهمية الحكاية الشعبية في نقل القيم والتراث الثقافي للشعوب. وقد أبرزت القثامي كيف يمكن للحكايات الشعبية أن تسهم في تشكيل الهويات الثقافية والمحافظة عليها وسط التغيرات الاجتماعية المتسارعة.
المدينة المنورة في العهد الحديث
أما الندوة الثانية، فجاءت تحت عنوان “المدينة المنورة في العهد الحديث”، حيث قدم الدكتور رجاء بن عتيق المعيلي، أستاذ التاريخ الحديث في الجامعة الإسلامية، تحليلًا معمقًا لدور المدينة المنورة كمركز ثقافي وديني في الإسلام. وأوضح المعيلي كيف أثر هذا التطور في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمنطقة، مشيرًا إلى أن المدينة المنورة كانت ولا تزال محورًا للتبادل الثقافي والمعرفي منذ هجرة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-.
الفلسفة والذكاء الاصطناعي
وجاءت الندوة الثالثة في معرض المدينة المنورة للكتاب بعنوان “الفلسفة والعلم: الفلسفة والذكاء الاصطناعي”، قدمتها الدكتورة نهى الطياش، أستاذ علم البيانات والحاسب في جامعة الملك سعود. تناولت الطياش التحديات الفلسفية التي يواجهها الذكاء الاصطناعي في العصر الحديث، مشيرة إلى أن الفلسفة يمكن أن تسهم في حل هذه التحديات وتوجيه التطورات التقنية نحو تحقيق المنفعة العامة. وأكدت الطياش أن الآلة لا يمكنها استبدال الإنسان في الوظائف التي تتطلب مهارة التفكير النقدي وحل المشكلات واتخاذ القرارات، مشددة على أن التجارب الإنسانية المتعددة تمنح الإنسان ميزة لا تمتلكها الآلة.
الذكاء الاصطناعي وتعزيز القيم لدى الأطفال
وفي سياق آخر، استعرضت الدكتورة ضحى عنقاوي، الباحثة والمتخصصة في التصميم الجرافيكي والذكاء الاصطناعي في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، أثر التسارع التقني والانفتاح المعلوماتي على توجيه الطفل وتثبيت القيم لديه. جاءت هذه المناقشة ضمن ندوة بعنوان “توظيف الذكاء الاصطناعي في تعزيز القيم لدى الأطفال باستخدام الألعاب التفاعلية”. وأوضحت عنقاوي أن الألعاب الإلكترونية ليست معدومة الفائدة كليًّا، بل تسهم في تحفيز التفكير الإبداعي لدى الأطفال من خلال مراحل تفاعلية تستوجب التفكير والتفكيك. كما أشارت إلى أن بعض الألعاب المصممة بتقنية الواقع المعزز تستخدم لعلاج بعض الحالات المرضية لدى الأطفال، مما يعزز التفكير النقدي وإيجاد الحلول.
خاتمة
تشير هذه الندوات إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو محور نقاشات فلسفية وثقافية عميقة. يظهر أن استخدامه يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية بعيدة المدى على المجتمع، بدءًا من تعزيز القيم الثقافية لدى الأطفال إلى تحقيق منافع عامة من خلال توجيه التطورات التقنية.
المصدر: وكالة الانباء السعودية (واس)