جدول المحتويات
أطلق مركز التكنولوجيا المساعدة «مدى»، التابع لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، النسخة الثالثة من الحدث ربع السنوي «مجلس نفاذ». يهدف هذا الحدث إلى تعزيز الشمولية الرقمية باستخدام التكنولوجيا المساعدة، وذلك بالتزامن مع الأسبوع الدولي للصم. تم تنظيم الفعالية برعاية كلية المجتمع – قطر، والشركة القطرية لحلول القوى البشرية «جسور»، وبمشاركة مجموعة من الخبراء العرب المختصين في مجال نفاذ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا المساعدة.
الحدث ركز على الابتكارات الجديدة في مجال المعالجة الآلية للغة الإشارة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. هذه التقنيات الحديثة تسعى إلى تحسين تواصل الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية مع المجتمعات الرقمية، مما يسهم في تمكينهم وإدماجهم بشكل أكبر في الحياة اليومية.
الذكاء الاصطناعي في معالجة لغة الإشارة: الابتكارات والتحديات
خلال الجلسات الحوارية التفاعلية التي تضمنتها النسخة الثالثة من «مجلس نفاذ»، ناقش الخبراء أحدث الأبحاث والابتكارات في مجال معالجة لغة الإشارة. وأكدوا على الدور الكبير الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تطوير تقنيات تساعد الأشخاص الصم على التواصل بشكل أكثر فعالية مع المجتمعات الرقمية.
التحديات التي تواجه تطوير هذه الحلول في العالم العربي كانت محورًا مهمًا للنقاش. من ضمن هذه التحديات نقص البيانات المتاحة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على لغة الإشارة العربية، بالإضافة إلى التحديات التقنية المتعلقة بدقة الترجمة الآلية للغة الإشارة. إلا أن المشاركين أكدوا على أهمية التعاون بين مختلف الجهات لتجاوز هذه العقبات وتعزيز الابتكار في هذا المجال.
الحلول التكنولوجية لتعزيز التواصل لذوي الإعاقة السمعية
أحد أبرز المحاور التي تناولها الحدث هو استعراض الحلول التكنولوجية المتقدمة التي تسهم في تعزيز التواصل الاجتماعي والمهني للأشخاص الصم. تم عرض أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على ترجمة لغة الإشارة بشكل آلي ودقيق، مما يسهم في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية وتعزيز اندماجهم في المجتمع.
من جانبه، أكد الدكتور عبدالله الغشامي، رئيس قسم التكنولوجيا بكلية المجتمع، على الدور الحيوي الذي تلعبه التكنولوجيا المساعدة في تعزيز استقلالية الأشخاص من ذوي الإعاقة. وأشار إلى أن هذه الابتكارات ليست مجرد أدوات تقنية، بل تمثل جسرًا لتمكين هؤلاء الأفراد من المشاركة الفعالة في مختلف جوانب الحياة.
دور المسؤولية المجتمعية في تعزيز الشمولية الرقمية
إلى جانب البحوث التكنولوجية، أكدت النسخة الثالثة من «مجلس نفاذ» على أهمية المسؤولية المجتمعية في تعزيز الشمولية الرقمية. الشركة القطرية لحلول القوى البشرية «جسور» كانت من أبرز الداعمين لهذا الحدث، حيث أكدت على التزامها بتوفير الفرص للأشخاص من ذوي الإعاقة في القطاع الخاص من خلال برنامج «ساهم».
الفعالية تميزت بتسليط الضوء على كيفية تمكين الأفراد من جميع الخلفيات للوصول إلى التكنولوجيا المساعدة، وتوفير بيئة شاملة تدعم الابتكار وتضمن وصول الجميع إلى الموارد والخدمات. هذا التعاون بين مختلف الجهات يعكس رؤية مشتركة نحو بناء مجتمع رقمي شامل للجميع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة.
النسخة الثالثة من «مجلس نفاذ» تمثل خطوة هامة نحو تعزيز الشمولية الرقمية، حيث ركزت على الابتكارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المساعدة. من خلال استعراض أحدث الحلول والتقنيات التي تسهم في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، تم تسليط الضوء على الدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في تحسين جودة حياتهم.
مع التحديات التي تواجه تطوير هذه الحلول، فإن التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة يظل عنصرًا حيويًا لضمان نجاح هذه المبادرات. المستقبل الرقمي يجب أن يكون شاملاً للجميع، والتكنولوجيا المساعدة تمثل المفتاح لتحقيق هذا الهدف.