جدول المحتويات
تعزيز القدرات الوطنية في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي
في خطوة تعكس التزامها بتطوير البنية التحتية الرقمية في الشرق الأوسط، أعلنت مايكروسوفت العربية بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية لتقنية المعلومات (NITA) عن إطلاق أول أكاديمية لمراكز البيانات في المنطقة، وذلك خلال فعاليات مؤتمر ليب 2025 في المملكة العربية السعودية.
يهدف هذا المشروع إلى إعداد كوادر وطنية مؤهلة في مجال إدارة وتشغيل مراكز البيانات، بما يسهم في دعم التحول الرقمي وتحقيق أهداف رؤية 2030. يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه قطاع الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي نموًا متسارعًا، مدفوعًا بالطلب المتزايد على البنية التحتية الرقمية والخدمات التقنية المتقدمة.
برنامج تدريبي متكامل لتعزيز المهارات الرقمية
يمتد البرنامج التدريبي للأكاديمية على مدار عامين، حيث يقدم منهجًا شاملاً يغطي مختلف الجوانب التقنية والإدارية لمراكز البيانات. يركز البرنامج على إدارة البنية التحتية، خدمات الدعم التقني، الأمن السيبراني، الأتمتة، وتحليل البيانات، مما يسهم في تأهيل المشاركين لاكتساب مهارات عملية متقدمة تتناسب مع متطلبات سوق العمل.
إضافةً إلى ذلك، يتيح البرنامج للمشاركين فرصة الحصول على شهادات معترف بها دوليًا في مجالات تقنيات الحوسبة السحابية وإدارة مراكز البيانات، مما يعزز من فرصهم المهنية في القطاع التقني سريع النمو. كما يشمل التدريب تطبيقات عملية في أحدث التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، والتي أصبحت عناصر أساسية في تطوير البنية التحتية الرقمية الحديثة.
دور الأكاديمية في تحقيق التحول الرقمي ورؤية 2030
أكدت نورة الشيخ، المديرة التنفيذية للأكاديمية الوطنية لتقنية المعلومات، أن تأسيس هذه الأكاديمية يعكس التزام المملكة بتطوير المواهب المحلية وتعزيز مكانتها كمركز عالمي لمراكز البيانات. وأضافت:
“يمثل إطلاق أكاديمية مراكز البيانات بالشراكة مع مايكروسوفت خطوة استراتيجية نحو تأهيل الكوادر الوطنية لدعم التحول الرقمي، مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال بناء بنية تحتية تقنية متطورة“.
يأتي هذا المشروع في ظل الجهود المتواصلة لمايكروسوفت في توسيع استثماراتها في المملكة، حيث أعلنت سابقًا عن إنشاء ثلاث مناطق توفر خدمات Azure Availability Zones، والتي من المتوقع تشغيلها بحلول عام 2026. هذه التطورات تسهم بشكل كبير في تعزيز سوق الحوسبة السحابية في السعودية، الذي يُقدر أن ينمو بمعدل 23.4% سنويًا ليصل إلى 3.9 مليار دولار بحلول 2027.
مستقبل مراكز البيانات في المملكة ودور الذكاء الاصطناعي
مع تزايد الطلب على الحلول التقنية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، والحوسبة السحابية، تبرز الحاجة إلى كوادر وطنية مؤهلة قادرة على إدارة وتشغيل هذه الأنظمة بكفاءة. ومن المتوقع أن تسهم الأكاديمية في سد الفجوة المهارية في هذا القطاع، مما يعزز مكانة السعودية كمركز إقليمي للابتكار التقني.
يعد هذا الاستثمار في تنمية المهارات المحلية خطوة رئيسية نحو تحقيق استدامة التحول الرقمي، حيث تمثل مراكز البيانات العمود الفقري للاقتصاد الرقمي الحديث. ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستلعب الأكاديمية دورًا محوريًا في تجهيز الجيل القادم من المتخصصين في إدارة مراكز البيانات، وتحليل البيانات، وأمن المعلومات.
ختامًا: خطوة استراتيجية نحو مستقبل رقمي متطور
يمثل إطلاق أول أكاديمية لمراكز البيانات في الشرق الأوسط بالشراكة بين مايكروسوفت وNITA تطورًا هامًا في تعزيز البنية التحتية الرقمية في المملكة. من خلال توفير تدريب متخصص وشهادات معترف بها دوليًا، ستساهم الأكاديمية في تأهيل الكوادر الوطنية وإعدادها لمواكبة التطورات السريعة في قطاع التكنولوجيا.
مع استمرار التحولات الرقمية في المملكة، ستظل مراكز البيانات أحد الأعمدة الأساسية لمستقبل الاقتصاد الرقمي، مما يعزز من مكانة السعودية كمركز إقليمي وعالمي في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.