جدول المحتويات
في خطوة لافتة لتثبيت مكانتها كقائدة عالمية في مجال الابتكار، كشفت العراق عن خارطة طريق استراتيجية تهدف إلى تسخير القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي (AI). بقيادة اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي، تسعى هذه المبادرة الطموحة ليس فقط لدفع العراق إلى طليعة التقدم التكنولوجي بحلول عام 2050، بل أيضًا إلى ترسيخها كمركز للابتكار والتطوير المدفوع بالذكاء الاصطناعي.
بناء حكومة شفافة وعادلة
أكد نائب رئيس اللجنة، عمار حسين محمد، على رؤية العراق لعام 2050، والتي تتضمن نظاماً حكومياً شفافاً يضمن العدالة والازدهار لمجتمعه. هذا الهدف مرتبط بشكل وثيق بالاستراتيجية الأكبر لدمج الذكاء الاصطناعي ومفاهيم الثورة الصناعية الرابعة في إطار التنمية العراقية. تعمل الحكومة العراقية بنشاط على خلق بيئة مواتية لزراعة المهارات والإبداع، مما يضع البلاد كمركز امتياز في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي. يتضمن هذا الجهد التعاون مع شركاء عالميين، خاصة في الشرق الأوسط، الذين أحرزوا تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي.
خارطة طريق لمستقبل مزدهر
تم تصميم الأهداف الاستراتيجية للحكومة لضمان مستقبل مزدهر ومستدام للعراق. ومع وجود خارطة طريق واضحة، تلتزم اللجنة بتعزيز مكانة العراق العالمية كقائد في مجال الابتكار. يتضمن ذلك إنشاء نظم لجمع البيانات، ومراكز بيانات متخصصة، وسن تشريعات من قبل خبراء قانونيين. علاوة على ذلك، سيتم تحديث الأنظمة الحالية إلى نماذج أكثر فائدة وشفافية، ما يسهل عملية التحول الرقمي ويوجه المجتمع نحو العدالة والرفاهية واقتصاد معرفي.
تعترف الاستراتيجية الشاملة للذكاء الاصطناعي بالتراث الثقافي للعراق وموارده ونقاط قوته الأساسية. الإسهامات التاريخية للأمة في الثورة الصناعية الأولى، وخوارزمياتها، والتجددية وغير التجددية من مصادر الطاقة، مستعدة لدعم قدراتها التكنولوجية. بالإضافة إلى ذلك، يضع التركيبة السكانية الشابة في العراق، حيث أن 60% من السكان تحت سن الثلاثين، ووجود الشتات من المهنيين المهرة البلاد في موقف متميز في المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي.
تمكين المجتمع من خلال الذكاء الاصطناعي
بناءً على توجيهات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تروج اللجنة لمبادرة “الذكاء الاصطناعي للجميع”، لضمان استفادة الجمهور من الذكاء الاصطناعي مع تزويدهم بالأدوات اللازمة للتخفيف من المخاطر المحتملة المرتبطة بسوء استخدامه. شدد رئيس الوزراء على أهمية دعم التقدم التكنولوجي والعلمي داخل المؤسسات العراقية لمواكبة التطورات العالمية وتعزيز البنية التحتية الاقتصادية والعلمية والثقافية.
تلتزم الحكومة بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات وتحليل البيانات، وتهدف إلى تحقيق تكامل بنسبة 80% بحلول عام 2028. تركز اللجنة على رفع وتحسين الأداء الحكومي وتسريع الإنجاز من خلال بيئات عمل مبتكرة ورائدة.
إن دخول العراق إلى عالم الذكاء الاصطناعي ليس مجرد طموح، بل هو مخطط مدروس للمستقبل. من خلال تعزيز ثقافة الابتكار والتعاون، تستعد العراق لتصبح لاعبًا مؤثرًا على الساحة العالمية للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. تعكس الخطوات الاستباقية التي اتخذتها الحكومة العراقية فهمًا عميقًا للتحديات والفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، والتزامها باستخدام هذه الفرص لفائدة شعبها واقتصادها. بينما يسير العراق في هذه الرحلة التحويلية، فإنه يقف كنموذج للتقدم والإمكانات في العالم المتغير باستمرار للذكاء الاصطناعي.
المصدر: واع