جدول المحتويات
في عصر أصبحت فيه التخصيص محورًا أساسيًا، تعمل ماركس وسبنسر (M&S) على تحسين تجربتها من خلال استخدام قوة الذكاء الاصطناعي لإعادة تعريف تجربة التسوق عبر الإنترنت. لا تهدف هذه الخطوة الابتكارية إلى زيادة المبيعات عبر الإنترنت فحسب، بل تعزز أيضًا تفاعل العملاء عبر تقديم توصيات متخصصة للأزياء بناءً على الأشكال الفردية للجسم وتفضيلات الأسلوب. ومع تطور مشهد البيع بالتجزئة، تبرز استخدام M&S الاستراتيجي للتكنولوجيا كتحول كبير نحو التفاعلات المخصصة مع المستهلكين، مما يضع معيارًا جديدًا للصناعة.
ماركس وسبنسر: الريادة في الذكاء الاصطناعي في البيع بالتجزئة
تتمتع ماركس وسبنسر، التي تتميز بخبرة تتجاوز 130 عامًا في قطاع البيع بالتجزئة، بكونها واحدة من الشركات التي بدأت في استغلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لإيجاد تجربة تسوق أكثر تخصيصًا لعملائها. من خلال تحليل أشكال الأجسام وتفضيلات الأسلوب، تستطيع الشركة تقديم اقتراحات لأزياء ليست فقط عصرية، ولكنها ملائمة أيضًا. يوضح ستيفن لانجفورد، مدير القسم الإلكتروني لدى M&S، أن دمج الذكاء الاصطناعي يمكّن الشركة من تخصيص تواصلها مع المتسوقين، مبينًا اختلاف النبرات والأساليب لتتلاءم مع مختلف تفضيلات المستهلكين.
على سبيل المثال، يمكن للنظام الذكي التمييز بين متسوق يبحث عن لغة وصفية عاطفية وآخر يفضل الأسلوب المباشر. هذا النهج الدقيق يضمن شعور العملاء باتصال أعمق مع العلامة التجارية، مما يعزز تجربة التسوق الإلكترونية. ويبرز التركيز على التخصيص بشكل أكبر من خلال الاختبار الذي يقدمه M&S، والذي يسمح للمستخدمين بإدخال مقاساتهم وشكل جسمهم وتفضيلاتهم في الأسلوب. منذ إطلاقه، تفاعل أكثر من 450,000 متسوق مع هذه الخاصية، ليُفتح أمامهم مجال واسع من الاقتراحات المستندة إلى قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على 40 مليون خيار.
دور التكنولوجيا المعتمدة على الذكاء الاصطناعي
يجمع نظام الذكاء الاصطناعي الذي تطبقه M&S بين رؤى من مصممي الأزياء الداخليين وبيانات المتسوقين لتقديم توصيات مخصصة. يضمن هذا التعاون بين الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية أن تبقى الاقتراحات ذات صلة وفي الوقت المناسب. وذكر لانجفورد أنه على الرغم من ارتفاع نسبة الأتمتة في وصف المنتجات إلى 80٪ خلال العام الماضي، فإن الإشراف البشري يظل ضروريًا للتحقق من صحة مخرجات الذكاء الاصطناعي.
ومع سعي M&S لتعزيز وجودها الرقمي، تسعى الشركة لتحقيق هدف يتمثل في وصول نصف مبيعاتها من الأزياء عبر القنوات الرقمية بحلول عام 2028، وهو ارتفاع كبير عن النسبة الحالية التي تبلغ الثلث. يدعم هذا الهدف الطموح الأداء المالي الأخير للشركة، حيث شهدت زيادة ملحوظة في الأرباح بنسبة 41٪، إلى جانب زيادة بنسبة 9.4٪ في المبيعات الإجمالية التي بلغت 13 مليار جنيه إسترليني. ويبرز النجاح في تحويل M&S رقميًا الزيادة في مبيعات الأزياء والسلع المنزلية عبر الإنترنت بنسبة 7.8٪ خلال السنة المالية الماضية.
استراتيجيات التسويق وتفاعل المستهلك
لتعزيز هذا النمو، زادت M&S إنفاقها على التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 80٪ على أساس سنوي على منصات مثل فيسبوك، وإنستغرام، وتيك توك. يعكس هذا الإنفاق الابتعاد الاستراتيجي عن الإعلانات التلفزيونية التقليدية، ويتماشى مع سلوك المستهلك الحالي، حيث يأتي ثلث الإيرادات التي تحققها M&S عبر تيك توك من عملاء جدد. وقد أثبت تركيز الشركة على التواصل مع جمهور شاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي فعاليته، حيث جذبت مليون عميل إضافي خلال العام الماضي فقط.
أعرب ريتشارد برايس، المدير الإداري لقسم الملابس والسلع المنزلية في M&S، عن ثقته في استراتيجية الشركة، مشيرًا إلى أن M&S قد استحوذت على أكبر حصة في سوق الملابس النسائية خلال تسع سنوات، رغم التحديات في بيئة البيع بالتجزئة. ومع اقتراب موسم الاحتفالات الشتوية، تستعد الشركة لتجاوز منافسين مثل Next لتصبح البائع الرائد لملابس المناسبات، مدعومة بنهجها الابتكاري المعتمد على الذكاء الاصطناعي.
يمثل دمج ماركس وسبنسر للذكاء الاصطناعي في استراتيجيتها في البيع بالتجزئة علامة فارقة في تطور التسوق عبر الإنترنت. من خلال تخصيص تجربة العميل والاستفادة من الرؤى المستندة إلى البيانات، لا تساهم M&S في تعزيز تفاعل المستهلك فحسب، بل تُحدث أيضًا سابقة لمستقبل صناعة البيع بالتجزئة. مع استمرار الشركة في الابتكار والتكيف مع تفضيلات المستهلكين المتغيرة، تقدم رحلتها دراسة حالة ملهمة للآخرين في القطاع. مزيج من الخبرة البشرية وتقنية الذكاء الاصطناعي يمهد الطريق لعصر جديد من التسوق، حيث يشعر كل عميل بأهميته وفهم احتياجاته.
المصدر: الجارديان