جدول المحتويات
تصاعد القلق بشأن أمن البيانات والخصوصية
قررت السلطات الكورية الجنوبية تقييد تحميل تطبيق DeepSeek، وهو نموذج ذكاء اصطناعي صيني متقدم، من متاجر التطبيقات المحلية، في انتظار تقييم كيفية تعامل الشركة المطورة مع بيانات المستخدمين. يأتي هذا القرار وسط مخاوف متزايدة بشأن نقل بيانات المستخدمين الكوريين الجنوبيين إلى شركة بايت دانس، المالكة لتطبيق تيك توك، وهو ما كشفته لجنة حماية المعلومات الشخصية (PIPC) خلال تحقيقاتها الأخيرة.
الامتثال لقوانين الخصوصية شرط لاستعادة التطبيق
أوضحت لجنة حماية المعلومات الشخصية أن التطبيق لن يكون متاحًا للتحميل حتى يمتثل بالكامل لقوانين الخصوصية الكورية ويجري التعديلات المطلوبة لضمان حماية بيانات المستخدمين. ومع ذلك، فإن القيود الحالية لن تؤثر على المستخدمين الحاليين الذين يمكنهم الاستمرار في استخدام التطبيق عبر الإنترنت، إلا أن الهيئة نصحتهم بشدة بعدم إدخال أي معلومات شخصية حتى يتم إصدار قرار نهائي بشأن الامتثال الأمني للتطبيق.
يأتي هذا الحظر بعد أن فرضت عدة وكالات حكومية كورية جنوبية قيودًا على استخدام التطبيق على الأجهزة الرسمية. كما أن دولاً أخرى، مثل أستراليا وإيطاليا وتايوان، اتخذت إجراءات مماثلة، إذ حظرت أستراليا التطبيق على الأجهزة الحكومية، في حين أمرت إيطاليا الشركة بإيقاف خدمة روبوت المحادثة في البلاد، ومنعت تايوان الإدارات الحكومية من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ DeepSeek.
DeepSeek: منافس صيني في سباق الذكاء الاصطناعي
تأسست شركة DeepSeek في مدينة هانغتشو الصينية عام 2023، وسرعان ما أصبحت واحدة من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت نموذج DeepSeek R1، وهو نموذج مفتوح المصدر ومجاني يهدف إلى منافسة ChatGPT من OpenAI. يُعرف النموذج بقدراته المتقدمة في معالجة اللغات الطبيعية وتوليد النصوص الذكية، مما جعله خيارًا شائعًا بين المستخدمين حول العالم.
ومع ذلك، فإن الاهتمام المتزايد بالتطبيقات الصينية للذكاء الاصطناعي أثار جدلاً واسعًا حول قضايا الخصوصية والأمن السيبراني، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية بين الصين والعديد من الدول الغربية والآسيوية. يرى بعض المحللين أن هذه القيود تأتي في إطار الجهود العالمية للحد من النفوذ التكنولوجي الصيني وتأمين البيانات الحساسة من أي اختراق محتمل.
مستقبل DeepSeek في الأسواق العالمية
إن تزايد الرقابة والقيود المفروضة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصينية يشير إلى تحديات كبيرة تواجه الشركات الناشئة في هذا المجال، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتوسع في الأسواق الدولية. إذا تمكنت DeepSeek من الامتثال للمعايير التنظيمية الخاصة بحماية البيانات، فقد تستعيد مكانتها في السوق الكورية وغيرها من الأسواق التي فرضت عليها قيودًا.
مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستظل قضايا الخصوصية وأمن البيانات محورًا رئيسيًا للنقاش بين الحكومات والشركات. يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الشركات الصينية من تحقيق التوازن بين الابتكار والامتثال للمعايير الدولية، أم أن هذه القيود ستؤثر بشكل دائم على انتشار تقنياتها عالميًا؟