انطلقت مسيرة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” في مجال الذكاء الاصطناعي منذ أزمنة مبكرة، حيث تصدرت الجامعة قائمة المؤسسات الأكاديمية النشطة في تعزيز القدرات الإنسانية والابتكار في هذا الحقل بالمملكة العربية السعودية والإقليم. تسهم كاوست بتطوير البنية التحتية الواسعة التي تشمل تكنولوجيا حديثة يديرها خبراء متميزون، وقد سعت لجلب شراكات تعاونية بارزة مع مؤسسات رئيسية في القطاع العام والخاص؛ في إطار طموحها لإدماج التقنيات الذكية في جميع المجالات الرئيسية ذات التأثير الوطني مثل الأمن والطاقة وتحليل البيانات والرعاية الصحية، دعمًا لأهداف رؤية المملكة 2030.
أقدمت “كاوست” على تحسين تجاربها في ميدان الذكاء الاصطناعي بإطلاق سلسلة من البرامج التعليمية التخصصية المبنية على أسس العلم والتكنولوجيا تحت شعار “التعليم المستمر” عبر أكاديميتها. منذ بدايتها في العام ٢٠٢٢، عرضت الأكاديمية ستة برامج تدريبية وثلاثة معسكرات صيفية، كما أجرت تعاونات مع ٢٠ جامعة سعودية، جاذبة المتدربين من اثنتي عشرة مدينة سعودية متعددة، وقد مثلت الإناث نسبة ٧٠% من المشاركين. وقد نجحت الأكاديمية في تخريج حوالي ٢٠٠٠ طالب وطالبة بحلول نهاية ذلك العام؛ وذلك بمشاركة كوكبة من المتخصصين في هذا المجال، مثل البروفيسور يورغن شميدهوبر، والذي يعتبر مديراً لمبادرة الذكاء الاصطناعي في الجامعة ويشتهر على مستوى العالم بلقب “أبي الذكاء الاصطناعي الحديث”.
تسعى “كاوست” من خلال تعميق التجربة مع الذكاء الاصطناعي إلى تحليل المعلومات بشكل سريع جدًا وتقديم الأفكار الابتكارية واستخلاص النتائج وإعداد خطط التمرس التي تتسم بالفعالية؛ وذلك لتلبية رغبات المملكة في تنمية المهارات وتقديم التدريب لإعداد الكادر الوطني ذي الجودة العالية؛ عبر دمج نهج تعليمي رفيع بمضمون حديث يتلاءم مع الواقع العالمي؛ حيث تحظى الجامعة باهتمام واسع ببرامجها التدريبية في ميدان الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي؛ مركزة على جذب أبرز الخبرات الجامعية للناس في شتى أرجاء المملكة، وعلى تصميم برامجها لتحقيق تطور دائم للمهارات في عصر يتسم بالسرعة تحت تأثير التكنولوجيا.
ركزت “كاوست” على إنشاء أول أكاديمية من نوعها، تهدف إلى تقديم دورات تدريبية مجانية للطلاب والمواطنين والمقيمين في المملكة العربية السعودية، الذين يمتلكون مهارات أساسية، بدءًا من الخريجين الجدد حتى المتخصصين والمديرين التنفيذيين. تعتبر “كاوست” أن الذكاء الاصطناعي مهم للمملكة، حيث يساعد على تحسين الكفاءة واتخاذ القرارات في مجالات مثل تحليل البيانات والاتصالات الرقمية.
“كاوست” تهتم بتنمية القدرات في مجالات مثل الأمن السيبراني، والمعلوماتية الحيوية، والعلوم التطبيقية والحاسوبية، وتحليل البيانات، وإنترنت الأشياء “IoT”، والروبوتات. وتتعاون “كاوست” مع شركاء مثل هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي السعودية “سدايا“، والهيئة الوطنية السعودية للأمن السيبراني “NCA”، وصندوق التنمية الصناعية السعودي “SIDF”، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، وشركة سابك، وأرامكو السعودية، وعدد من الوزارات وغيرها من الكيانات.
قدمت “كاوست” خلال مشاركتها في قمة الذكاء الاصطناعي لعام ٢٠٢٢ في الرياض مشاريعها المبتكرة في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنية الشبكات العصبية للتعلم العميق “DNNs”، وزادت استثمارها في الأبحاث الأساسية والمتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تعزيز دورها في تطوير مواهب الذكاء الاصطناعي في المملكة وتأثيره على الشباب.
قامت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية “كاوست” و”أكاديمية كاوست” بإطلاق برنامج جامعة أكسفورد الذي يتماشى مع رؤية الجامعة في التطور والشراكات مع رجال الأعمال. الهدف من البرنامج هو تعزيز وتحسين مهارات الطلاب والطالبات في مجال التقنيات الحديثة، وتعزيز فهمهم لكيفية عمل هذه التقنيات. سبق للجامعة دعم أكثر من ٨٠٠ طالب وطالبة من مختلف مناطق المملكة من خلال دورات تدريبية في مدن مثل الرياض والدمام وجدة وجيزان وأبها والمدينة المنورة وتبوك، مما يعكس إيمان الجامعة بإمكانيات الأجيال الشابة في قطاع التقنية وإبداعهم وقدرتهم على تحقيق الإنجازات العلمية.
يذكر أن مبادرة الذكاء الاصطناعي في “كاوست” تهدف إلى تعزيز التعليم المتعدد التخصصات وتطوير فرص التواصل والمشاركة على المستوى المحلي والعالمي. تجمع هذه المبادرة نخبة من خبراء الذكاء الاصطناعي في مختلف أنحاء العالم، وتعتبر مثالًا واضحًا على جهود الجامعة وإسهاماتها في التنمية الوطنية من خلال رفع مستوى المعرفة ونشرها على الصعيدين المحلي والعالمي. تم تصميم دورات التعلم المستمر لتركيزها على هذا الهدف وتعزيز الخبرات والكفاءات في هذا المجال.