جدول المحتويات
تحول السيارات الكهربائية: صعود الأسواق الناشئة
مقدمة
لطالما كانت الولايات المتحدة وأوروبا في صدارة اتجاهات صناعة السيارات لعقود طويلة. لكن اليوم، تغيرت هذه القصة بشكل جذري. تكشف البيانات الجديدة لهذا العام أن السيارات الكهربائية لم تعد مجرد ترف للدول الغنية، بل أصبحت الأسواق الناشئة في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية هي الأسرع في تبني هذه التقنية. في عام 2019، كانت هناك أربع دول فقط تتجاوز فيها نسبة مبيعات السيارات الكهربائية 10% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة. بحلول عام 2025، ارتفع هذا العدد إلى 39 دولة، حيث أصبح ثلث هذه الدول خارج أوروبا.
الصين: العملاق في مجال السيارات الكهربائية
تظل الصين هي الرائدة في هذا المجال، حيث شهدت هذا العام، ولأول مرة، أن أكثر من 50% من جميع السيارات الجديدة المباعة كانت كهربائية. لكن المفاجأة الحقيقية تأتي من جيرانها. فقد وصلت نسبة السيارات الكهربائية في فيتنام إلى حوالي 40% بحلول عام 2025، وهو ما يعادل ضعف ما كانت عليه في العام السابق. بالمقارنة، يبلغ متوسط نسبة السيارات الكهربائية في الاتحاد الأوروبي 26%، بينما تصل في المملكة المتحدة إلى 33%. حتى تايلاند حققت إنجازًا، حيث تشكل السيارات الكهربائية 20% من مبيعاتها الجديدة هذا العام.

فيتنام: نموذج جديد للسيارات الكهربائية
في فيتنام، أصبحت سيارة VinFast VF 3 السيارة الأكثر مبيعًا في البلاد. هذه السيارة الصغيرة، التي تُعرف بـ "الميني SUV"، مصممة خصيصًا للحياة في المدن. يبلغ طولها 3.19 متر، وعرضها 1.68 متر، وارتفاعها 1.62 متر. على الرغم من حجمها الصغير، فإنها تستوعب أربعة أشخاص وتوفر ارتفاعًا عن الأرض يبلغ 191 ملم. تستخدم السيارة بطارية بسعة 18.64 كيلوواط/ساعة، ويمكنها السفر حتى 210 كم بشحنة واحدة. كما أنها تشحن بسرعة، حيث تصل من 10% إلى 70% في 36 دقيقة فقط. ومن المتوقع أن يبدأ سعرها في العديد من الأسواق حوالي 17,000 يورو.
دول أخرى تتبنى السيارات الكهربائية
تسعى دول أخرى لاستخدام السيارات الكهربائية كوسيلة لتوفير المال وتنظيف الهواء. فقد حظرت إثيوبيا مؤخرًا استيراد السيارات التي تعمل بالبنزين تمامًا. وبفضل توفر الطاقة الكهرومائية، تشكل السيارات الكهربائية الآن 60% من مبيعاتها. وفي نيبال، تصل هذه النسبة إلى 76%. تسعى هذه الدول للتخلص من الاعتماد على النفط المكلف من الدول الأخرى. كما أن إندونيسيا تتحرك بسرعة، حيث وصلت نسبة مبيعات السيارات الكهربائية فيها إلى 15% هذا العام، وهو ما يفوق نسبة 7.3% في الولايات المتحدة. تقدم إندونيسيا أيضًا حوافز ضريبية لشركات مثل CATL وBYD لبناء البطاريات والسيارات محليًا.

أمريكا اللاتينية: دخول قوي في عالم السيارات الكهربائية
تدخل أمريكا اللاتينية أيضًا في سباق السيارات الكهربائية. فقد وصلت أوروجواي إلى نسبة 27% من مبيعات السيارات الكهربائية، بينما تصل في كوستاريكا إلى 17%. كما أن البرازيل والمكسيك يحققان نسبًا أعلى من مبيعات السيارات الكهربائية مقارنة باليابان. في البرازيل، يؤدي استخدام السيارات الكهربائية إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري بنسبة 90%، حيث تأتي الكهرباء من مصادر نظيفة للغاية. تساعد نماذج شعبية مثل BYD Dolphin Mini (المعروفة باسم Seagull أو Surf في أسواق أخرى) في هذا التحول. في البرازيل، يبلغ سعر هذه السيارة حوالي 115,800 ريال برازيلي (حوالي 19,600 يورو). توفر هذه الأسعار فرصة للعائلات العادية للانتقال بعيدًا عن الوقود التقليدي.
التحديات والفرص المستقبلية
على الرغم من أن دول مثل الولايات المتحدة قد قلصت مؤخرًا الحوافز الضريبية، إلا أن بقية العالم تسير بسرعة نحو المستقبل. بين يناير وأكتوبر 2025، كانت واحدة من كل أربع سيارات مباعة عالميًا كهربائية. يساعد هذا التحول العالمي في خلق ملايين من فرص العمل الجديدة. في فيتنام وحدها، يعتقد الخبراء أن الصناعة قد تخلق 6.5 مليون وظيفة بحلول عام 2050. إن عصر محركات البنزين يتلاشى، وظهور قادة جدد في مجال السيارات الكهربائية يأتي من أماكن لم نتوقعها قبل بضع سنوات.
خاتمة
إن التحول نحو السيارات الكهربائية يمثل فرصة كبيرة للدول الناشئة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتحسين جودة الهواء، وخلق فرص العمل. مع استمرار هذا الاتجاه، يبدو أن المستقبل سيكون مشرقًا للسيارات الكهربائية، حيث تتنافس الدول في الابتكار والتطوير. إننا نشهد بداية عصر جديد في صناعة السيارات، حيث تتصدر الأسواق الناشئة المشهد العالمي.
المصدر: الرابط الأصلي