جدول المحتويات
في المشهد المتطور باستمرار لتسويق وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر اتجاه ثوري: المؤثرون بالذكاء الاصطناعي. هذه الشخصيات التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر تثير اهتمام الجمهور والعلامات التجارية على حد سواء، مما يطرح نموذجاً جديداً في التفاعل الرقمي. وبينما يقدم صعودهم فرصاً مثيرة، فإنه يطرح أيضاً تساؤلات حاسمة حول مستقبل المؤثرين التقليديين من البشر.
جاذبية المؤثرين بالذكاء الاصطناعي
امثال ليل ميكيلا وأيتانا لوبيز أصبحوا رواداً في هذا المجال، حيث جمعوا عدداً كبيراً من المتابعين وأظهروا مظاهر واقعية تتوافق مع الجمهور. قدرتهم على تحقيق معدلات تفاعل عالية تجعلهم بديلاً جذاباً للمؤثرين البشريين. وفقاً لدراسة حديثة أجرتها Influencer Marketing Hub، يمكن للمؤثرين بالذكاء الاصطناعي تحقيق ما يقرب من ثلاثة أضعاف التفاعل مقارنة بنظرائهم من البشر.
“المؤثرون بالذكاء الاصطناعي يوفرون مستوى من التحكم والاتساق الذي لا يمكن للمؤثرين البشريين مجاراته”، تقول خبيرة التسويق سارة جونسون. “يمكن للعلامات التجارية تخصيص رسائلهم ومحتواهم بدقة دون القلق من السلوك البشري غير المتوقع.”
فعالية التكلفة: استراتيجية رابحة
واحدة من أكبر المزايا التي يتمتع بها المؤثرون، هي فعاليتهم من حيث التكلفة. من خلال القضاء على النفقات المرتبطة بالمؤثرين البشريين – مثل السفر والإقامة ورسوم المواهب – يمكن للعلامات التجارية تخصيص المزيد من الموارد لإنشاء المحتوى وتحسينه.
“إنها خطوة بديهية للعديد من العلامات التجارية”، يقول استراتيجي وسائل التواصل الاجتماعي أليكس تشين. “يمكنهم الحصول على نفس النتائج، إن لم تكن أفضل، مقابل جزء صغير من التكلفة. إنها وضعية رابحة للطرفين.”
معضلة الأصالة
ومع ذلك، فإن صعود المؤثرين بالذكاء الاصطناعي ليس خالياً من النقد. يجادل بعض الخبراء بأن الاعتماد المتزايد على الشخصيات الافتراضية يمكن أن يقوض الأصالة والثقة بين المستهلكين.
“الأصالة هي العمود الفقري لتسويق المؤثرين”، تقول أستاذة التسويق الدكتورة إميلي نجوين. “عندما يشعر الجمهور أن العلاقة بين المؤثر والعلامة التجارية حقيقية، فإنهم يكونون أكثر عرضة للتفاعل والتحويل. قد يواجه المؤثرون بالذكاء الاصطناعي صعوبة في تكرار هذا الصدى العاطفي.”
التعايش أو الاستبدال؟
رغم هذه المخاوف، يعتقد قادة الصناعة أن المؤثرين بالذكاء الاصطناعي والبشر يمكنهم التعايش. شركات مثل The Clueless، التي تنشئ نماذج افتراضية، تعترف بأنه بينما قد يستحوذ المؤثرون بالذكاء الاصطناعي على حصة من السوق، فإنهم لا يتوقعون أن يصبح المؤثرون البشريون عتيقي الطراز.
“المؤثرون بالذكاء الاصطناعي ليسوا هنا لاستبدال المؤثرين البشريين”، تقول الرئيسة التنفيذية لشركة The Clueless، سارة ليم. “إنهم مجرد أداة أخرى في صندوق أدوات المسوق. المفتاح هو إيجاد التوازن الصحيح واستخدام كلا النوعين من المؤثرين وفقاً لنقاط قوتهم.”
مستقبل تسويق المؤثرين
بينما يستمر الجدل، فإن شيئاً واحداً واضح: إن صعود المؤثرين بالذكاء الاصطناعي يمثل تطوراً كبيراً في تسويق وسائل التواصل الاجتماعي. ورغم أنهم يشكلون تحدياً تنافسياً للمؤثرين البشريين، فإن تأثيرهم على المدى الطويل لم يُفهم بعد بشكل كامل.
“مستقبل تسويق المؤثرين سيكون مزيجاً من المؤثرين بالذكاء الاصطناعي والبشريين”، يتنبأ مستشار التسويق ديفيد لي. “العلامات التجارية التي ستنجح هي تلك التي تستطيع التنقل في هذا المشهد الجديد وإيجاد التوازن الصحيح بين الاثنين.”
المؤثرون بالذكاء الاصطناعي في العالم العربي
يتزايد انتشار هذا الااتجاه في العالم العربي، خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب. ومن الأمثلة البارزة على ذلك:
- ماياسين.R: تم إطلاقها في أبريل 2024، وتعتبر ماياسين.R أول مؤثر بالذكاء الاصطناعي في الإمارات. تم إنشاؤها بواسطة Radix Media MENA، وتشارك هذه الشخصية الافتراضية الجمهور من خلال استراتيجيات تسويق رقمي مبتكرة عبر مختلف منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
- كنزة ليلى: ظهرت في ديسمبر 2023، وتعد كنزة ليلى أول مؤثر يعتمد على الذكاء الاصطناعي في المغرب. تسلط هذه الشخصية الخيالية الضوء على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تسويق المؤثرين داخل المنطقة.
- المؤثرون بالذكاء الاصطناعي في الإمارات: تستضيف الإمارات العديد منهم مثل ماركوكازيك، أنور الحوراني، وجينان سي دي، الذين يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى جذاب والتواصل مع الجمهور.
تُبرز هذه التطورات التكامل المتزايد للذكاء الاصطناعي في مشهد تسويق المؤثرين داخل العالم العربي، مما يعكس توجهاً أوسع نحو الابتكار والتحول الرقمي في المنطقة.