جدول المحتويات
أعلنت شركة سناب شات في قمة الشركاء السنوية عن سلسلة من الابتكارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بهدف تعزيز الأدوات الإبداعية المتاحة على منصتها. وتأتي هذه التحديثات لتُمكن مجموعة مختارة من المبدعين من توليد فيديوهات مدعومة بالذكاء الاصطناعي من خلال المطالبات النصية، وقريبًا، من خلال المطالبات الصورية. ويعدّ هذا الإطلاق خطوة جديدة في استراتيجية سناب شات الأوسع لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر منظومتها، مما يمنح الشركة دورًا رائدًا في الابتكار ضمن وسائل التواصل الاجتماعي.
تجاوزت تطورات سناب شات في الذكاء الاصطناعي مجال إنشاء الفيديو فقط، حيث قدمت أيضًا تحديثات على روبوت المحادثة الذكي My AI، ووسعت من أدواتها التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدعم المبدعين في مجال الواقع المعزز (AR). من خلال دمج الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، تسعى سناب شات إلى إعادة تعريف كيفية تفاعل المستخدمين مع المحتوى الرقمي والواقع المحيط بهم، واضعة معيارًا جديدًا في الساحة التكنولوجية.
أدوات لإنشاء فيديوهات مدعومة بالذكاء الاصطناعي للمبدعين
تمثل إحدى الركائز الرئيسية للتحديثات الجديدة لسناب شات أداة جديدة لتوليد الفيديوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهي متاحة حاليًا لفئة صغيرة من المبدعين ضمن النسخة التجريبية. تتيح هذه الأداة للمستخدمين إنشاء فيديوهات من خلال مطالبات نصية بسيطة، مع خطط لإتاحة استخدامها أيضًا مع المطالبات الصورية في المستقبل القريب. ومع أن منافسين مثل إنستغرام وتيك توك لم يطلقوا ميزات مماثلة بعد، فإن سناب شات يشق الطريق نحو تقديم إمكانية إنشاء الفيديوهات المدعومة بالذكاء الاصطناعي ضمن منصة وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم أن هذه الأداة لا تزال في مراحلها الأولى، فإن إمكانياتها تعدّ هائلة. فالمبدعون أصبح بإمكانهم الآن تحقيق رؤاهم بأقل مجهود، باستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى فيديو فريد وجذاب. وتعتمد هذه الأداة على نماذج توليد الفيديو الخاصة بسناب شات، والتي تخضع لتقييمات صارمة للتأكد من عدم إنشاء محتوى ضار. كما سيتم إضافة علامة مائية على جميع المحتويات المنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي، لضمان الشفافية وإعلام المستخدمين عندما يكون الذكاء الاصطناعي قد لعب دورًا في العملية الإبداعية.
تضع هذه الابتكارات سناب شات في منافسة مباشرة، ليس فقط مع منصات التواصل الاجتماعي التقليدية، بل أيضًا مع الشركات الجديدة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي مثل Runway، إلى جانب عمالقة التكنولوجيا مثل Adobe وOpenAI، اللذين يعملان على تطوير أدوات مماثلة لتحويل النصوص إلى فيديو.
تعزيز My AI: من الترفيه إلى الأداة العملية
حصل روبوت الدردشة الذكي “My AI” من سناب شات على سلسلة من التحديثات التي حولته من أداة ترفيهية للمحادثة إلى مساعد عملي أكثر فائدة. تمكن الميزة الجديدة My AI من فهم الصور المعقدة والتفاعل معها بطريقة مشابهة للوظائف التي يقدمها تطبيق Google Lens. على سبيل المثال، يمكن للمستخدمين التقاط صورة لقائمة طعام بلغة أجنبية أو لافتة موقف سيارات، وسيقوم My AI بترجمة النص أو تقديم المعلومات المناسبة.
تعكس هذه التحديثات هدف سناب شات في جعل My AI أكثر فائدة ودمجًا في المهام اليومية. من خلال إضافة مزايا جديدة مثل تحديد النباتات وتقديم الترجمات الفورية، يسعى سناب شات إلى توسيع دور روبوت المحادثة في تجربة المستخدم. هذا التحول من أداة ترفيهية بحتة إلى أداة توفر حلولًا عملية قد يزيد من تفاعل المستخدمين مع المنصة وتثبيتهم عليها، مع تحول التطبيق إلى حل متعدد الاستعمالات في مواجهة التحديات اليومية.
الواقع المعزز المدعوم بالذكاء الاصطناعي: Easy Lens و Body Morph
إلى جانب تطوير أدوات إنشاء الفيديوهات والروبوت الذكي، قدمت سناب شات أيضًا أدوات مدفوعة بالذكاء الاصطناعي لمنصتها في الواقع المعزز، Lens Studio. تتيح ميزة Easy Lens الجديدة للمبدعين توليد عدسات الواقع المعزز فقط من خلال وصف ما يريدونه بلغة إنجليزية بسيطة. وتعتمد هذه الميزة على الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء تأثيرات ثلاثية الأبعاد وشخصيات بسرعة، مما يقلل من حاجز الدخول لتطوير الواقع المعزز.
كما أطلقت سناب شات أداة Body Morph التي تقدم قدرات جديدة لإنشاء صور رمزية ثلاثية الأبعاد وملابس بناءً على المطالبات النصية أو الصور المرجعية. وتؤكد هذه التحديثات على ريادة سناب شات في مجال الواقع المعزز، حيث تمكّن المبدعين من بناء عوالم ديناميكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن للمستخدمين التفاعل معها في الوقت الفعلي.
كما كشفت سناب شات عن خططها لتوسيع هذه الأدوات التوليدية عبر إضافة ميزات جديدة مثل مولدات الرسوم المتحركة المخصصة والقدرة على إعادة بناء النماذج ثلاثية الأبعاد من لقطات الفيديو. من المتوقع أن تجذب هذه التطورات المزيد من المبدعين إلى المنصة، خاصة مع استمرار سناب شات في إيجاد التواصل بين الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، ما يخلق تجربة تفاعلية وسلسة لمستخدميها.
المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي: خطوة استراتيجية
قرار سناب شات بدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر منصتها يأتي في وقت حاسم. حيث تسعى شركات التواصل الاجتماعي بشكل متزايد إلى التميز من خلال الذكاء الاصطناعي، وسناب شات ليست استثناءً. ومع ذلك، فإن السوق يزداد ازدحامًا بوجود لاعبين مثل Meta (إنستغرام) وتيك توك وأدوبي وأوبن أي آي، الذين يتنافسون أيضًا للهيمنة في هذا المجال.
تستكشف شركة ميتا على سبيل المثال المحتوى المدفوع بالذكاء الاصطناعي، لكنها لم تطلق بعد أداة شاملة مثل مولد الفيديو بالذكاء الاصطناعي الخاص بسناب شات. في المقابل، أعلنت كل من OpenAI وأدوبي عن خطط لإطلاق مولدات نص إلى فيديو في وقت لاحق من هذا العام، مما يقدم تنافسًا مباشرًا مع الميزات الجديدة التي أطلقها سناب شات. ويمكن أن تمنح هذه المبادرة المبكرة في تبني تقنية الفيديو بالذكاء الاصطناعي سناب شات ميزة تنافسية، خاصةً في ظل استمراره في تحسين وتوسيع هذه الخدمات.
كما أن تركيز الشركة على الأمان والشفافية، مثل إضافة علامات مائية على المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي، يضعها في موقع الريادة كقائد مسؤول في مجال الذكاء الاصطناعي. وهذا أمر بالغ الأهمية في صناعة تحاول التعامل مع التحديات المرتبطة بالجوانب الأخلاقية من المحتوى المُنتج باستخدام الذكاء الاصطناعي وخطر إساءة استخدامه.
تعكس ابتكارات سناب شات الأخيرة التزامه بدمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في منظومته الإبداعية. ويبرهن إدخال تقنية توليد الفيديو بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب التحديثات لمزايا “My AI” وأدوات الواقع المعزز مثل “Easy Lens” و”Body Morph”، على قدرة سناب شات على الحفاظ على موقعه في مقدمة الساحة التكنولوجية المتسارعة. من خلال التركيز على الفائدة والابتكار والأمان، يميز المنصة نفسها عن المنافسين، في الوقت الذي تقدم فيه للمستخدمين تجارب أكثر تفاعلاً وجاذبية.
ومع استمرار سناب شات في توسيع قدراته في مجال الذكاء الاصطناعي، سيكون من المثير للاهتمام متابعة كيفية تطور هذه الأدوات وكيف ستقارن مع تلك التي تطورها الشركات التقنية الكبرى الأخرى. والواضح أن سناب شات لم يعد مجرد منصة للتواصل الاجتماعي، بل يسعى ليكون رائدًا في ابتكارات الذكاء الاصطناعي، ويعمل على خلق مستقبل يتقاطع فيه الذكاء الاصطناعي التوليدي والواقع المعزز بسلاسة لصالح المبدعين والمستخدمين العاديين على حد سواء.