جدول المحتويات
سنابدراغون 8 إيليت يقدم كفاءة محسنة، لكنها غير كافية للفوز
ظهر الهاتف الذكي المنتظر سامسونج جالاكسي S25 ألترا بنفس البطارية ذات السعة 5,000 ميلي أمبير مثل الطراز السابق، ولكنه مزود هذه المرة بشريحة أكثر كفاءة وهي سنابدراغون 8 إيليت. ومع التحسينات الموعودة في كفاءة هذه الشريحة الجديدة System-on-Chip (SoC)، توقع العديد تحسينًا ملحوظًا في عمر البطارية. ومع ذلك، وفي اختبار صارم للأداء أجرته منصة فون بَف، أخفق أحدث هواتف سامسونج الرائدة في التفوق على آيفون 16 برو ماكس.
بالرغم من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لسنابدراغون 8 إيليت قدمت تحسينات واضحة في استهلاك الطاقة، تمكّن جالاكسي S25 ألترا من الصمود لمدة تشغيل بلغت 27 ساعة و50 دقيقة، أي أقل بنحو 11 دقيقة مقارنة بآيفون 16 برو ماكس الذي صمد 28 ساعة ودقيقة واحدة. الجدير بالذكر أن آيفون 16 برو ماكس يعتمد على بطارية أصغر حجمًا بسعة 4,685 ميلي أمبير، مما يجعل كفاءته أكثر إثارة للإعجاب.
رغم ذلك، أظهر هاتف سامسونج الرائد أداءً قويًا أثناء مرحلة الألعاب في الاختبار، حيث لعبت تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة استهلاك الطاقة دورًا أساسيًا في تحقيق أداء ثابت. هذا يشير إلى أن تحسينات سامسونج المدعومة بالذكاء الاصطناعي آخذة في التطور، لكنها ما زالت متأخرة عن تكامل هاردوير وبرمجيات أبل.
دور الذكاء الاصطناعي في كفاءة الطاقة: أبل ضد سامسونج
لطالما كانت أبل في مقدمة الشركات التي تستثمر في إدارة البطاريات باستخدام الذكاء الاصطناعي، مستفيدة من شريحة سلسلة A وتحسينات iOS لتحقيق أقصى كفاءة. تعتمد شريحة A18 برو في هاتف آيفون 16 برو ماكس على خوارزميات تعلم الآلة التي تضبط استهلاك الطاقة ديناميكيًا استنادًا إلى سلوك المستخدم والعمليات الخلفية ونشاط التطبيقات.
في المقابل، تعتمد سامسونج على محرك الذكاء الاصطناعي الخاص بكوالكوم، والذي يحقق مكاسب كبيرة في كفاءة الطاقة. شريحة سنابدراغون 8 إيليت مصممة لتحسين المهام الخلفية، وتعديل أحمال وحدة المعالجة المركزية ووحدة معالجة الرسوميات في الوقت الفعلي، إلى جانب تحسين كفاءة التبريد، مما يسهم في إطالة عمر البطارية. ومع ذلك، فإن تكامل أبل العميق بين الهاردوير والبرمجيات يمنحها ميزة متفوقة على هاتف سامسونج الرائد.
هذا التفاوت الطفيف في أداء البطاريات يبرز أهمية التحسينات المدمجة بالذكاء الاصطناعي في تصنيع الهواتف الذكية. ورغم أن أحدث شريحة كوالكوم تقدم تحسينات كبيرة في الكفاءة، إلا أنها ما زالت في مرتبة أدنى مقارنة مع تعزيزات أبل المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ابتكارات الذكاء الاصطناعي في تكنولوجيا البطاريات مستقبلاً
عند النظر إلى المستقبل، يُتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي تحولًا كبيرًا في أداء البطاريات. تشير التقارير إلى أن هواتف سامسونج الرائدة لعام 2026 قد تتضمن بطاريات السيليكون والكربون (SiC)، وهي تقنية واعدة تُقدم كثافة طاقة أعلى وسرعات شحن أسرع. ومن المتوقع أن يسهم هذا الابتكار، إلى جانب إدارة متقدمة للطاقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، في تضييق الفجوة بين سامسونج وأبل في اختبارات البطارية المستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك، يُشاع أن أبل تعمل على تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي من الجيل التالي تهدف إلى تحسين كفاءة البطارية بشكل أكبر عبر التنبؤ بعادات المستخدم وضبط استهلاك الطاقة على مستوى دقيق للغاية. وإذا تحققت هذه التطورات، فإن هواتف المستقبل الرائدة ستعتمد بشكل متزايد على إستراتيجيات ذكية لتخصيص الطاقة بدلاً من الاعتماد فقط على حجم البطاريات.
في نهاية المطاف، قد يكون أداء جالاكسي S25 ألترا وآيفون 16 برو ماكس متقاربًا في الاستخدام الواقعي، لكن الاختبار يسلط الضوء على أن كفاءة الذكاء الاصطناعي ما زالت تمثل العامل الفارق في الهواتف الذكية الفاخرة. ومع استمرار تأثير الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل التكنولوجيا المحمولة، ستُحسم معارك كفاءة البطاريات بشكل متزايد من خلال برمجيات أكثر ذكاءً بدلاً من بطاريات أكبر سعة.
الخاتمة: معركة الذكاء الاصطناعي في كفاءة البطاريات مستمرة
قد يكون سامسونج جالاكسي S25 ألترا قد خسر قليلاً في هذا الاختبار، ولكنه يبقى منافسًا قويًا في صناعة الهواتف الذكية. ومع الابتكارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تحسن كفاءة البطاريات، تدفع كل من سامسونج وأبل حدود الممكن في إدارة الطاقة المحمولة.
نجح سنابدراغون 8 إيليت في إبراز تحسينات ملموسة، مما يثبت أن تقدم كوالكوم في مجال الذكاء الاصطناعي يترك أثرًا ملموسًا. ومع ذلك، لا تزال شرائح أبل المخصصة وتكاملها البرمجي العميق تمنحها ميزة تنافسية.
ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي في الهواتف الذكية، ستتحول اختبارات عمر البطاريات مستقبلاً من مجرد مقارنات السعة إلى استراتيجيات إدارة طاقة ذكية. ومع بطاريات السليكون-الكربون وتحسينات الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي في الأفق، فإن المعركة الحقيقية للتفوق في كفاءة البطاريات قد بدأت للتو.