تشترك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا مع مؤسسة أمبليفاي هيلث في تطوير تكنولوجيا حديثة للكشف المبكر عن داء السكري، وذلك سعيًا لخفض التكاليف الصحية وحماية المصابين من المخاطر التي قد تؤدي إلى بتر الأقدام الناجم عن مضاعفات مرض السكري.
يعمل النظام المطور حديثًا من قِبَل جامعة كاوست على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المميزة من شركة أمبليفاي هيلث مع تقنية التصوير الطيفي المتقدم (HyplexTM)، والتي قام بتصميمها البروفيسور أندريا فراتالوتشي، أحد أعضاء هيئة التدريس في قسم الهندسة الكهربائية بجامعة كاوست.
يُشار إلى أن عدد الأشخاص المصابين بداء السكري حول العالم يفوق 500 مليون نسمة، ومن المنتظر أن يزداد هذا الرقم بما يفوق 100 مليون عند حلول العام 2030. وفي السياق ذاته، فإن نسبة الإصابة بالسكري في المملكة العربية السعودية تعد مرتفعة بشكل لافت، إذ تصل إلى حوالي 20% من إجمالي السكان. إضافة إلى ذلك، يُعرف مرض السكري بأنه السبب الأول لعمليات بتر الأقدام والأرجل حول العالم، إذ يتسبب في أكثر من 80% من الحالات المرتبطة ببتر الأطراف السفلية في الولايات المتحدة الأمريكية.
تسعى الشراكة المبرمة بين جامعة (كاوست) ومؤسسة (أمبليفاي هيلث) إلى الكشف المبكر عن داء السكري، وصياغة برامج علاجية مثالية، وتخفيض حالات بتر الأطراف الدنيا بشكل ملحوظ.
صرح البروفيسور فراتالوتشي قائلًا: “يستطيع هذا المسعى أن يخفض تكاليف المملكة العربية السعودية الطبية بأكثر من ملياري ريال كل عام ويخفض أيضًا من عدد عمليات بتر الأطراف السفلية التي تجرى في شتى أنحاء العالم والتي يصل عددها إلى ما يقرب من 1.5 مليون عملية سنويًا، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على تحسين نوعية الحياة لملايين الأشخاص”.
تتميز تقنية الهايبلكس (HyplexTM) في التصوير الطيفي بقدرتها على جمع كميات هائلة من البيانات تصل إلى تيرابايت في كل ثانية، مما يزيد بشكل واضح عن البيانات بحجم الجيجابايتات التي تحصل عليها الكاميرات العادية في الأسواق. هذا التطور يوفر لنا معلومات شاملة وجديدة تستخدم في اكتشاف الأمراض بوقت مبكر.
يُلاحظ أن الأستاذ فراتالوتشي يجري تجارب في الوقت الراهن على التقنية المسماة (HyplexTM) بالتعاون مع المؤسسات الطبية في المملكة العربية السعودية، وذلك بهدف تحديد وجود سرطان الجلد. تتم هذه الاختبارات عبر شركة (Pixeltra) الجديدة والتي تتخذ من كاوست مقرًا لها.
تُظهر الشراكة التي تمت بين جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وشركة أمبليفاي هيلث – إحدى الشركات السعودية الرائدة في مجال التكنولوجيا الصحية – مثالاً يبرهن كيف تساهم التكنولوجيات المحلية في تطوير أساليب تشخيص وعلاج الأمراض. وتبرز أيضًا أهمية مباركة الصحة الذكية في جامعة الملك عبدالله في تحسين مستوى الرعاية الصحية التي ستُقدم في المستقبل داخل المملكة العربية السعودية.
صرح بيير ماجيستريتي، النائب الأكاديمي للجامعة ورئيس برنامج الصحة الذكية بجامعة كاوست، بأن الغاية من هذه البادرة هي تطوير الإمكانات التنبؤية للذكاء الصناعي فيما يتعلق بتحديد الأمراض والكشف عنها من خلال استعمال التكنولوجيا التي وضعتها جامعة كاوست. إضافةً إلى ذلك، تسعى المبادرة لرفع مستوى الدقة والأداء في طرق التشخيص الطبي.