جدول المحتويات
أعلنت تونس رسميًا عن إطلاق أول مركز للابتكار والتجديد في الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وذلك في القطب التنموي بسوسة، بالتعاون مع شركة NVIDIA العالمية. تأتي هذه المبادرة الاستراتيجية لدفع التقدم التكنولوجي وتطوير الحلول الذكية عبر القطاعات الرئيسية.
رحلة تونس مع الذكاء الاصطناعي: قفزة نوعية استراتيجية
يعتبر تدشين أول مركز للابتكار في الذكاء الاصطناعي في تونس محطة مهمة في التزام البلاد بتطوير الذكاء الاصطناعي. وأكدت فاطمة الزهراء شبوبي، وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة، أن هذه المبادرة تمثل ركيزة أساسية ضمن الاستراتيجية الوطنية لتونس في مجال الابتكار الصناعي والتكنولوجي.
كما أوضحت شبوبي أن المركز سيوفر حلولًا متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي موجهة لمختلف القطاعات الصناعية، ما يساهم في تعزيز ثقافة الابتكار والرفع من القدرة التنافسية لتونس على الصعيد العالمي. وسيكون المركز بمثابة بيئة تعاونية تجمع بين المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث والشركات التكنولوجية والمهنيين في القطاع.
شراكة مع NVIDIA: خطوة حاسمة لتطوير الذكاء الاصطناعي في تونس
تشير الشراكة مع شركة NVIDIA، الرائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا أشباه الموصلات، إلى الأهمية الكبيرة لهذه المبادرة. وستلعب NVIDIA دورًا رئيسيًا في توفير الموارد والتدريب وفرص البحث اللازمة لتطوير التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في تونس.
وسيستفيد المركز من معهد NVIDIA للتعلم العميق لتقديم تدريبات متخصصة في البحوث والتطوير المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. تهدف تونس من خلال هذه الشراكة إلى بناء نظام بيئي متكامل للذكاء الاصطناعي عبر ربط الفجوة بين البحث الأكاديمي والتطبيقات الصناعية، مما سيسرع من تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية والتصنيع والخدمات اللوجستية، كما سيدعم نمو الشركات الناشئة في هذا المجال.
تعزيز الابتكار وريادة الأعمال من خلال الذكاء الاصطناعي
لطالما كان القطب التنموي بسوسة مركزًا للابتكار وريادة الأعمال في تونس، حيث أطلق العديد من البرامج التي تسهم في تطوير البيئة الأكاديمية وريادة الأعمال. ومن ضمنها حاضنة مخصصة للذكاء الاصطناعي دعمت حتى الآن أكثر من 70 شركة ناشئة.
ويأتي المركز الجديد ليبني على هذه النجاحات ويوفر بيئة حديثة للبحث والتطوير. كما سيحتضن أول مختبر للذكاء الاصطناعي في إفريقيا، مما يضع تونس في طليعة الدول الرائدة في مجال الابتكار بالذكاء الاصطناعي في المنطقة. وستستفيد من موارد المركز ليس فقط الشركات الناشئة، بل أيضًا الشركات الكبرى التي تسعى إلى دمج حلول الذكاء الاصطناعي في عملياتها، مما يدفع عجلة التقدم الصناعي.
رؤية تونس للذكاء الاصطناعي: استراتيجية وطنية وتعزيز التنافسية العالمية
يعتبر مركز الابتكار في الذكاء الاصطناعي جزءًا من الرؤية الاستراتيجية الوطنية لتونس لعام 2035، التي تركز على التقدم التكنولوجي والتحول الرقمي والتجديد الصناعي. وأكدت شبوبي أن المركز يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للابتكار الصناعي، التي تسعى إلى تحديث النسيج الصناعي لتونس وتعزيز تنافسيتها في الأسواق العالمية.
من خلال هذه الاستراتيجية، تسعى تونس إلى ترسيخ مكانتها كقائد إقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي. ومن المتوقع أن يسهم المركز في خلق نظام بيئي مستدام يعتمد على التعاون بين الأكاديميا والصناعة والحكومة، ما يدعم نمو الاقتصاد الوطني ويعزز قيادة تونس التكنولوجية.
يعد إطلاق أول مركز للابتكار والتجديد في الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وإفريقيا خطوة حاسمة تجعل تونس في ريادة تطوير الذكاء الاصطناعي في المنطقة. ومن خلال شراكة استراتيجية مع NVIDIA، تستعد تونس لتصبح مركزًا للابتكار والبحوث وريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي. وسيوفر المركز الأدوات والتدريبات اللازمة لدعم تقدم الذكاء الاصطناعي مع تعزيز التعاون بين الأكاديميا والصناعة، مما يضمن بقاء تونس في سباق التقدم السريع للتكنولوجيا على الصعيد العالمي.
ومع تطلع تونس نحو عام 2035، سيؤدي المركز دورًا حيويًا في دفع عملية التحول الرقمي في البلاد، ما سيضمن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الرئيسية، وبالتالي تعزيز مكانة تونس في الأسواق الدولية. تأتي هذه المبادرة كدليل على التزام تونس بالابتكار والتقدم التكنولوجي ومستقبل الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.