تعاون باحثون في جامعة ويسترن الأسترالية مع شركات التكنولوجيا العملاقة إنتل وديل لإنشاء جهاز كمبيوتر ضخم لتجسيد الشبكات العصبية الموجودة في الدماغ البشري.
ويعتبر هذا الكمبيوتر الجديد يطلق عليه اسم الديب ساوث، ويقول الباحثون إنه قادر على تجسيد شبكة من الخلايا العصبية المتصاعدة بسرعة مذهلة تصل إلى 228 تريليون عملية متشابكة في الثانية، مما يجعله يعادل سرعة العمل المقدرة التي ينفذها الدماغ البشري.
أعلن المشروع خلال ورشة عمل مخصصة للهندسة العصبية التي استضافتها المركز الدولي للأنظمة العصبية بسيدني (ICNS)، ومن المخطط أن يبدأ تشغيل هذا الحاسوب في شهر إبريل من العام القادم، وهكذا سيوفر للباحثين فرصة استثنائية لفهم كيفية معالجة الدماغ البشري للمعلومات.
في بيانه، أوضح أندريه فان شيك، مدير مركز ICNS، أن عدم قدرتنا على محاكاة الشبكات المشابهة للدماغ بشكل واسع يعوق تقدمنا في فهم كيفية معالجة البيانات في أدمغتنا باستخدام الخلايا العصبية.
يتطلع الفحاحون إلى تفسير شبكة الخلايا العصبية في العقل، بواسطة استخدام “نظام عصبي يحاكي العمليات الحيوية”.
ويشير الفحاحون إلى أن النتيجة هي جهاز عالي الأداء ضخم، يكون أكثر كفاءة ويستهلك أقل طاقة، وتم بناؤه خصيصًا لمحاكاة النشاط التشابكي العصبي في العقل.
يعني ذلك أن الحوسبة العصبية في الحاسوب الجديد تتضمن عدة عمليات في نفس الوقت مرفقة بنقل بيانات قليلة، مما يؤدي إلى استهلاك طاقة أقل بكثير.
أوضح فان شيك أن محاكاة الشبكات العصبية في أجهزة الحاسوب التقليدية باستخدام وحدات المعالجة المركزية ووحدات معالجة الرسومات تكون بطيئة جدًا وتستهلك الكثير من الطاقة. ولكن نظامنا سيغير هذا الأمر.
يأمل الباحثون أن يساهم هذا النظام في تطوير فهمنا للدماغ وفي تطوير تطبيقات الحوسبة التي تعمل على محاكاة العمليات الدماغية في مجالات مختلفة مثل الاستشعار والطب الحيوي والروبوتات والفضاء وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
على سبيل المثال، قد يتم استغلال هذه التكنولوجيا في تقليل استهلاك الطاقة لنماذج الذكاء الاصطناعي.
أشاد رالف إتيان كامينغز، أستاذ هندسة الكمبيوتر في جامعة جونز هوبكنز، بهذا البحث قائلا: “هناك نوعان من الباحثين المهتمين بهذا البحث، الأول هم الباحثون في مجال علم الأعصاب، والثاني هم الباحثون الذين يهتمون بوضع نماذج أولية لحلول هندسية جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي”.