أعلنت بريطانيا انها بصدد استثمار مبلغ 225 مليون جنيه استرليني، أو ما يعادل 273 مليون دولار، في بناء جهاز كمبيوتر ضخم يعمل بالذكاء الاصطناعي، مما يؤكد تطلعات البلاد للتصدر في مجال التكنولوجيا والمنافسة مع الولايات المتحدة والصين.
وتقوم جامعة بريستول ببناء جهاز الحوسبة العملاق المعروف باسم إيزامبارد-إيه آي. ويتزامن هذا الإعلان مع انعقاد قمة في بريطانيا للتطرق إلى سلامة الذكاء الاصطناعي، حيث يجتمع قادة من دول مختلفة لمناقشة مستقبل التكنولوجيا الذكية والمخاطر الناشئة عنها.
وصرحت الحكومة البريطانية بأن جهاز Isambard-AI هو الكمبيوتر المتقدم في البلاد، حيث يعمل بسرعة عشر مرات أسرع من أي جهاز حالي في بريطانيا.
يحتوي الجهاز على 5448 رقاقة من فئة GH200 Grace Hopper، وهي رقاقات ذكاء اصطناعي مختصة في تطبيقات الحوسبة عالية الأداء التي تنتجها شركة إنفيديا، ما يسمح له بتنفيذ أكثر من 200 كوادريليون عملية حسابية في الثانية.
وأكدت إنفيديا أن الحاسوب قادر على تحقيق أداء الذكاء الاصطناعي يفوق 21 إكسافلوب، أو أكثر من 21 كوينتيليون عملية فاصلة عائمة في الثانية، لتطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل تدريب نماذج اللغات الكبيرة.
تقوم شركة هيوليت باكارد بمساعدة في بناء الكمبيوتر، بهدف توصيله بالحاسوب العملاق الجديد المسمى “Dawn”، والذي يتضمن أكثر من ألف شريحة من إنتل ويستخدم نظام التبريد المائي للحد من استهلاك الطاقة.
في بيان سابق حول النظام، صرحت ميشيل دونيلان، وزيرة العلوم والابتكار والتكنولوجيا في البلاد، بأن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً مهماً في اقتصاد المملكة المتحدة بمبلغ يتجاوز 3.7 مليار جنيه إسترليني، كما أنه يوظف أكثر من 50 ألف شخص.
وأوضحت أن الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي في بريستول يعزز التقدم العلمي ويحافظ على مكانة المملكة المتحدة الريادية في تطوير هذه التكنولوجيا المتقدمة.
تطمح الحكومة البريطانية إلى أن تحقق الحواسيب العملاقة اندماجًا في مجالات الطاقة والرعاية الصحية ونمذجة التغيرات المناخية.
وأعلنت الحكومة عن نية تشغيل الأجهزة التي تساعد الباحثين في تحليل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة بدءًا من صيف عام 2024. الهدف من ذلك هو اختبار مزايا السلامة وتحقيق اختراقات في اكتشاف الأدوية والطاقة النظيفة.
وصرح سايمون سميث، البروفيسور في جامعة بريستول ومدير مركز بحوث إيزامبارد الوطني: “يعتبر إيزامبارد-AI تقدماً هائلاً في القوة الحسابية للذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة”.
صرفت الحكومة سابقًا مليار جنيه استرليني للاستثمار في صناعة الإلكترونيات التي تشبه الموصلات في محاولة لضمان توفر الرقائق في البلاد وتقليل اعتمادها على شرق آسيا للحصول على الرقائق الدقيقة المهمة تجاريًا.