عانت شركة ريفيان من نتائج مالية مخيبة للآمال في تقريرها للربع الثاني من عام 2025، حيث أظهرت الأداء المتفاوت الذي يعكس تحديات كبيرة تواجهها. تراجع عدد تسليم السيارات الكهربائية بنسبة تقارب 23% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث قامت الشركة بتسليم 10,661 سيارة فقط. ومن جهة أخرى، شهد الإنتاج انخفاضًا أكبر، إذ لم يتجاوز عدد السيارات المنتجة 5,979 سيارة. أوضحت ريفيان أن هذا التراجع كان مقصودًا، حيث توقفت عن الإنتاج لإعادة تجهيز مصنعها لإصدار النسخ المحسنة من طرازات R1T وR1S.
بلغت الإيرادات حوالي 1.11 مليار يورو، وهو ما يتجاوز التوقعات قليلاً، لكن هذا لم يكن كافيًا للتغاضي عن الخسائر الكبيرة. سجلت الشركة صافي خسارة يبلغ 0.94 مليار يورو في هذا الربع، وهو تحسن مقارنة بالخسارة التي بلغت 1.28 مليار يورو في الربع الثاني من عام 2024. ومع ذلك، كانت الخسارة المعدلة لكل سهم، والتي بلغت 0.68 يورو، أسوأ بكثير من التوقعات التي كانت تتراوح بين 0.55 و0.56 يورو لكل سهم.
تأثير تخفيضات الضرائب على سيارات كهربائية
واحدة من أكبر مصادر القلق لشركة ريفيان تأتي من العاصمة واشنطن. فقد أغلقت التغييرات الأخيرة في برنامج تخفيضات الضرائب على سيارات كهربائية، الذي تم تنفيذه في عهد الإدارة السابقة، ما كان يُعرف بـ ثغرة الإيجار. فقد كان العملاء الذين يؤجرون سيارات ريفيان يستفيدون بشكل غير مباشر من تخفيض ضريبي قدره 6,400 يورو، مما ساعد في جعل هذه السيارات الفاخرة أكثر تنافسية في السوق. مع إغلاق هذا المسار، فقدت ريفيان أداة حاسمة لدعم مبيعاتها.
لزيادة الطين بلة، بدأت التعريفات الجديدة على المكونات الصينية تفعل فعلها في رفع تكاليف إنتاج كل سيارة. أقرت ريفيان في تقريرها بأن هذه التغييرات في السياسات قد خلقت عدم يقين كبير لأعمالها. وبالتالي، كانت الشركة مضطرة إلى تعديل توقعاتها المالية لعام 2025، حيث تتوقع أن تتراوح خسائرها بين 1.71 مليار و1.92 مليار يورو، وهو ما يمثل زيادة كبيرة عن التوقعات السابقة التي كانت بين 1.45 مليار و1.62 مليار يورو.
نظرة مستقبلية متفائلة رغم الصعوبات
ليس من المستغرب أن يؤثر هذا المشهد السلبي على ثقة المستثمرين، حيث ينصح معظم المحللين في وول ستريت بتوخي الحذر، مع تصنيفات احتفاظ للأسهم، و أسعار مستهدفة تتراوح بين 10 و13 يورو. بينما يُتفق على أن ريفيان تملك إمكانيات كبيرة في المستقبل، إلا أنها تواجه مخاطر حقيقية على المدى القصير.
لكن ريفيان لديها خطة للبقاء على قيد الحياة. تعتمد الشركة على منتجها الكبير المقبل: R2. إنه SUV كهربائي متوسط الحجم مع سعر بدء مستهدف يبلغ 38,400 يورو، وقد أكدت الشركة أن تطوير R2 يسير وفق الجدول الزمني المحدد، مع بدء الإنتاج في النصف الأول من 2026. تم تصميم هذا الطراز ليكون البائع الرئيسي الذي يدفع الشركة نحو الربحية، مما يجذب قاعدة واسعة من المشترين الذين لم يتمكنوا من تحمل تكلفة عروض ريفيان الفاخرة.
لتعزيز نجاح R2 ماليًا، تعتمد ريفيان على شراكتها الرئيسية مع فولكس فاجن، حيث الهدف الرئيسي لهذه التعاون هو تقليل تكاليف التصنيع. تستهدف الشركة خفض تكاليف المواد المتعلقة بإنتاج R2 إلى حوالي 27,300 يورو لكل سيارة، مما سيخلق هامش ربح صحي على سيارة كهربائية بسعر 45,000 يورو.
في هذه الأثناء، صممت ريفيان على تحقيق هدف التسليم السنوي بما يتراوح بين 40,000 و46,000 سيارة. وتنتظر الشركة زيادة في المبيعات في الربع الثالث، حيث يتسابق بعض المشترين للاستفادة من حوافز إضافية قبل انتهائها في سبتمبر. ستكون الأشهر القادمة اختبارًا حاسمًا لمعرفة ما إذا كانت رؤيتها الطويلة الأمد قادرة على تجاوز واقعها الحالي.