في خطوة بارزة تعكس التزام القطاع التكنولوجي بالاستجابة لمتطلبات الحوكمة في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت نحو 12 شركة، بما في ذلك شركة “آبل”، انضمامها إلى سياسة البيت الأبيض المتعلقة بتقنين استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي. يتمحور هذا القرار حول مجموعة من الضوابط التي تهدف إلى تقليل المخاطر المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، وفقًا لتقرير صادر عن “وكالة الأنباء الفرنسية”.
تأتي هذه التطورات بعد إعلان “آبل” في يونيو 2024 عن نظامها الجديد “آبل إنتيليجنس”، الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين تجربة المستخدم على أجهزتها، من الهواتف الذكية “آي فون” إلى الحواسيب المحمولة “ماك”. وقد أبرمت “آبل” شراكة استراتيجية مع شركة “أوبن إيه آي”، المطورة لروبوت الدردشة الأيقوني “#شات جي بي تي”، والذي اعتُبر بمثابة نقطة تحول في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي معرض تعليقه على هذه الشراكة، أشار سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، إلى أن دمج هذه التقنية سيحدث ثورة في تجربة المستخدم عبر أجهزة “آبل” خلال الأشهر القادمة. استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي يثير آمالاً كبيرة، خاصة في قطاعات حيوية مثل الطب، مما يبشر بإمكانيات غير محدودة. إلا أن المخاوف المتعلقة بمسائل مثل المعلومات المضللة وفقدان الوظائف تظل تؤرق الأذهان، بالإضافة إلى إمكانية استغلال هذه التكنولوجيا من قبل الأنظمة الاستبدادية والجهات الإجرامية.
كانت شركات معروفة كـ “أمازون”، و”غوغل”، و”مايكروسوفت” قد انضمت مسبقًا للدعوة الأمريكية للتنظيم الذاتي. انطلقت هذه المبادرة من الإدارة الأميركية، التي وضعت إطارًا قانونيًا يهدف إلى تعزيز موثوقية هذه التكنولوجيا، تاركةً للشركات إدارة الاعتماد وتبني الأحكام التقنية بما يتناسب مع ممارساتها.
وأعلن البيت الأبيض لاحقًا أنه تلقى التزامات طوعية من الشركات الكبرى للتعاون في تطوير ضوابط جديدة. تحتوي هذه الالتزامات على محاكاة لهجمات إلكترونية على نماذج الذكاء الاصطناعي لتحديد نقاط الضعف والحد من المخاطر المحتملة، مع التركيز على القضايا الأمنية الوطنية ومخاطر الهجمات السيبرانية.
في خطوة إضافية نحو تعزيز الأمن، تم إنشاء مجلس اتحادي مختص لاستشارة الحكومة الأمريكية حول الاستخدامات الآمنة للذكاء الاصطناعي التوليدي، ويتكون هذا المجلس من قيادات في “أوبن إيه آي”، و”مايكروسوفت”، و”غوغل”، مما يعكس التوجه الاستراتيجي نحو تعزيز التعاون بين الصناعات والسلطات القابضة لضمان الاستخدام المسؤول والأخلاقي لهذه التكنولوجيا المتقدمة.
الذكاء الاصطناعي يواصل التطور السريع، ويبرز هذا الالتزام من الشركات الكبرى بـ سياسة البيت الأبيض كخطوة مشجعة نحو تحسين وتعزيز بيئة آمنة لهذه الابتكارات. إن التعاون بين القطاع الخاص والحكومة الأمريكية يعد عنصرًا محوريًا في تشكيل مستقبل التقنية وحماية المصالح المجتمعية.