جدول المحتويات
في خطوة جريئة نحو المستقبل، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، عن بدء استخدام “الروبوتات البشرية” في مصانعها بحلول العام المقبل. هذا الإعلان يأتي ضمن رؤية ماسك الطموحة لتحويل عمليات الإنتاج في تسلا إلى نماذج أكثر كفاءة واستدامة.
وفقاً لمنشور عبر منصة “إكس”، أشار ماسك إلى أن الروبوتات ستحظى بدور أساسي في العمليات الداخلية والإنتاج المنخفض في البداية. ومن المتوقع أن يتم توسيع نطاق الاستخدام ليشمل شركات أخرى بحلول عام 2026. هذه الروبوتات البشرية، التي تحمل اسم “أوبتيموس”، من المتوقع أن تكون جاهزة للإطلاق في عام 2025، وفقاً لتصريحات سابقة لماسك في أبريل الماضي.
تاريخ من الابتكارات في الروبوتات البشرية
سبق وأن شهدت محاولات من قبل شركات يابانية مثل هوندا وبوسطن ديناميكس، وهي شركة تابعة لهيونداي موتورز، لتطوير نماذج مشابهة. في عام 2022، طرحت تسلا نموذجاً أولياً من “أوبتيموس” تحت اسم “بامبلبي”، مما يعكس التزام الشركة بالتطور المستمر في هذا المجال.
الرهان على الروبوتات البشرية
وفقاً لتقرير من وكالة “رويترز”، تراهن الشركات على الروبوتات البشرية لتلبية نقص محتمل في العمالة وأداء المهام المتكررة ذات الطابع الخطير أو المملة، وكذلك المهام اللوجستية ومهام التخزين. هذه الروبوتات قادرة على تحسين الكفاءة والإنتاجية، مما يجعلها استثماراً استراتيجياً للشركات الساعية للبقاء في مقدمة التكنولوجيا.
تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
في سياق متصل، أشار صندوق النقد الدولي في تقرير صدر في يناير الماضي إلى أن تطور الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل كبير على نحو 40% من الوظائف العالمية. وفقاً لتحليلات الصندوق، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل بعض الوظائف بشكل كامل ويكمل بعضها الآخر، مما يخلق تحديات جديدة لسوق العمل.
التحديات والفرص المستقبلية
التحليل أوضح أن البلدان المتقدمة تكنولوجياً قد تواجه تأثيرات أكثر شدة، تصل إلى نسبة 60% من الوظائف، حيث ستنخفض الطلبات على العمالة التقليدية وتتراجع الأجور. بالنسبة للبلدان النامية والبلدان ذات الدخل المنخفض، قد يكون معدل التعرض لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أقل، ولكن ذلك قد يزيد من عدم المساواة في الدخل والثروة بين الدول.
تحرك السياسات وصناعة المستقبل
يشدد خبراء صندوق النقد الدولي على أهمية تحرك صناع السياسات لمنع التكنولوجيا من زيادة التوترات الاجتماعية، بإنشاء شبكات أمان اجتماعي شاملة وتقديم برامج تدريبية للعمال في مجال استعمال الذكاء الاصطناعي. وفقاً لتقييم الصندوق، تعتبر الولايات المتحدة والدنمارك وسنغافورة من بين الدول الأكثر استعداداً للاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
وظائف تحت المجهر
من بين الوظائف الأكثر عرضة لخطر الاستبدال هي تلك التي تتمتع بتكاملية عالية مع الذكاء الاصطناعي، مثل الجراحين والمحامين والقضاة. بينما تظهر المهن الإدارية درجة عالية من التعرض والتكامل العالي، فإن المهن الفنية والدعم الكتابي تتميز بدرجة عالية من التعرض والتكامل المنخفض. تشمل الوظائف الأخرى التي قد تكون عرضة للاستبدال التسويق عبر الهاتف، وفناني الأداء، وغسل الأطباق.
الخاتمة
تشير هذه التطورات إلى مستقبل حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تشكيل سوق العمل وعمليات الإنتاج. ومع تقدم التكنولوجيا، تظل الفرص والتحديات قائمة، مما يتطلب تدخلاً واعياً من الحكومات والشركات لضمان مستقبل مستدام ومتوازن.