جدول المحتويات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إطلاق تحالف الذكاء الاصطناعي لدول البريكس، وهو مبادرة تعاونية بين دول البريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا) تهدف إلى تعزيز تقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال مؤتمر “رحلة إلى عالم الذكاء الاصطناعي”. وأكد بوتين أن هدف التحالف يتمثل في تعزيز التعاون الدولي لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي موثوقة، غير متحيزة، ومتأقلمة ثقافيًا.
تأكيد بوتين على هذه الخطوة يعكس الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الدول والعالم. وشدد على ضرورة أن تقوم روسيا بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بما يتماشى مع قيمها وتقاليدها ومصالحها الوطنية. وقال بوتين: “لتحديد مستقبل روسيا ومصيرها، يجب أن نقوم بتطوير هذه التقنيات بأنفسنا. فخوارزميات ومبادئ الذكاء الاصطناعي تُبتكر من قبل البشر، وهي تعكس سمات ثقافية وتاريخية ووطنية محددة”.
يهدف تحالف الذكاء الاصطناعي لدول البريكس إلى توفير منصة لتبادل المعرفة وإجراء البحوث المشتركة وابتكار أدوات ذكاء اصطناعي توليدي. وأعرب بوتين عن تفاؤله بشأن جذب شركاء دوليين جدد، بمن فيهم قادة من دول أخرى، للمساهمة في هذه المبادرة العالمية.
نجاح الإمارات في الذكاء الاصطناعي: نموذج عالمي للابتكار
أشاد الرئيس بوتين أيضًا بالإنجازات البارزة لدولة الإمارات العربية المتحدة في تطبيق الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات. وانطلاقًا من لقاءاته الشخصية مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سلط بوتين الضوء على التزام الإمارات بدمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية. وعزا تقدم الإمارات السريع في تصنيفات الذكاء الاصطناعي العالمية إلى قيادتها الطموحة واستثماراتها الاستراتيجية في هذا المجال.
وقال بوتين: “إن إنجازات الإمارات في الذكاء الاصطناعي هي بحق استثنائية. ففي ظل قيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أثمرت جهود الدولة لدمج الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات نتائج كبيرة. وخلال العام الماضي، حققت الإمارات قفزة نوعية في مؤشرات الذكاء الاصطناعي العالمية، مما يعكس التزامها بالابتكار والتقدم”.
برزت الإمارات كقوة عالمية في الابتكار المدفوع بالذكاء الاصطناعي، حيث استفادت من التكنولوجيا لتطوير قطاعات مثل الرعاية الصحية، والنقل، والتعليم. ويُعتبر نجاحها معيارًا يمكن لدول أخرى، بما في ذلك أعضاء تحالف البريكس، أن تحتذي به.
تحول عالمي نحو الذكاء الاصطناعي القائم على التنوع الثقافي
يسلط إطلاق تحالف الذكاء الاصطناعي لدول البريكس الضوء على الحاجة المتزايدة لأنظمة ذكاء اصطناعي تحترم وتعكس الهويات الثقافية المتنوعة. وأعاد بوتين التأكيد على أن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي يجب أن يتم بشفافية وحساسية ثقافية، لضمان تلبية احتياجات الحضارات المختلفة. كما شدد على أهمية إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي توليدي تدعم لغات متعددة، بما في ذلك الروسية واللغات الأخرى غير الممثلة بشكل كاف، لتعزيز الشمولية.
يتماشى التزام روسيا بتطوير ذكاء اصطناعي أخلاقي وغير متحيز مع الاتجاه العالمي نحو إعطاء الأولوية للابتكار المسؤول. ومن خلال التعاون مع دول البريكس، تسعى روسيا إلى وضع معيار جديد لتطوير الذكاء الاصطناعي، يقوم على التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على الهوية الثقافية.
خطوة نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي
يمثل إعلان تحالف الذكاء الاصطناعي لدول البريكس محطة هامة في مسار الابتكار العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. فمن خلال توحيد بعض من أسرع الاقتصادات نموًا في العالم، يمتلك التحالف القدرة على تحقيق إنجازات تحوّلية في هذا المجال. لا يعزز هذا التعاون النمو التكنولوجي فحسب، بل يؤكد أيضًا على أهمية الجوانب الثقافية والأخلاقية في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
في الوقت الذي تواصل فيه الإمارات لعب دور ريادي بمبادراتها الرائدة في الذكاء الاصطناعي، يمكن لتحالف البريكس أن يستلهم من نجاحها. وبالتعاون بين الأطراف المعنية، فإن هذه الدول قادرة على تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي ووضع أسس تعاون دولي وابتكار مشترك في العصر الرقمي.