جدول المحتويات
في عالم التكنولوجيا المتسارع، لا تتوقف الابتكارات عن إحداث تغييرات جذرية في حياتنا اليومية. ومع ذلك، تأتي هذه الابتكارات أحيانًا مع نصيبها من الجدل والانتقادات.
أحدث هذه الابتكارات هو زر الذكاء الاصطناعي الجديد في تطبيق واتساب، الذي لم يحظَ بترحيب كبير من مستخدميه، وسط مخاوف مستمرة بشأن الخصوصية. بينما تسعى شركة ميتا، المالكة لواتساب، لإطلاق مجموعة جديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي، يبرز السؤال: هل يمكن لهذه الأدوات أن تعزز تجربة المستخدم، أم ستثير المزيد من الجدل؟
الانتقادات الموجهة لزر الذكاء الاصطناعي في واتساب
لم يحظَ زر الذكاء الاصطناعي الجديد في واتساب بترحيب واسع، إذ وصفه العديد من المستخدمين بأنه “مزعج” و”غير عملي”. يظهر هذا الزر على شكل حلقة زرقاء-أرجوانية في زاوية الشاشة الرئيسية، ويتيح للمستخدمين التفاعل مع روبوت الدردشة Meta AI، مما أثار استياءً واسعًا بسبب موقعه الذي يتسبب في ضغطه عن طريق الخطأ.
كتب أحد المستخدمين غاضبًا: “كيف يمكنني إزالة زر Meta AI من واتساب؟ إنه يعيقني ولن أستخدمه إطلاقًا”. بينما أضاف آخر: “أكره الذكاء الاصطناعي بشدة، وهذا الزر المزعج في طريقي دائمًا. لا أريده على الإطلاق”.
أدوات جديدة في الأفق
رغم الانتقادات، تخطط منصة واتساب لإطلاق مجموعة جديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي تحت اسم “المعالجة الخاصة”. وفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، تتضمن الأدوات المرتقبة ميزات مثل اقتراحات للكتابة وملخصات للرسائل مدعومة بالذكاء الاصطناعي. هذه الميزات قد تغير تجربة استخدام واتساب من تطبيق للمراسلة إلى منصة مشابهة لـ ChatGPT، مما يتيح للمستخدمين الحصول على معلومات ونصائح فورية.
مخاوف حول الخصوصية
ورغم تعهد ميتا بعدم قراءة محادثات المستخدمين، إلا أن الشكوك لا تزال قائمة. أعرب بعض المستخدمين على منصات التواصل عن خشيتهم من انتهاك الخصوصية، حيث علق أحدهم على منصة X (تويتر سابقًا): “يبدو واضحًا أنهم قادرون على قراءة رسائلك… من الصعب تصديق العكس”.
كما أبدى أدريانوس وارمنهوفن، خبير الأمن السيبراني في شركة NordVPN، قلقه من نقل بيانات المستخدمين إلى خوادم خارجية لتحليلها، حتى وإن كان ذلك يتم عبر قنوات آمنة. وأكد أن “كل مرة تغادر فيها البيانات جهازك، فهي معرضة لمخاطر جديدة”.
الخاتمة
بينما تواصل ميتا الدفع قدماً في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي، يبقى مستقبل زر الذكاء الاصطناعي في واتساب غير مؤكد. ورغم الآمال في تحسين تجربة المستخدم، فإن الانتقادات والقلق حول الخصوصية يضعان الشركة أمام تحديات كبيرة. هل ستتمكن ميتا من تحقيق التوازن بين الابتكار وراحة المستخدمين، أم أن الجدل سيستمر في إحاطة هذه الأدوات الجديدة؟ سيتعين علينا الانتظار لنرى كيف ستتفاعل ميتا مع هذه المخاوف، وما إذا كانت ستقوم بإصلاحات تضمن راحة المستخدمين وثقتهم في المستقبل.